وكالة اخبار بلاد الشام

الصفحة الرئيسية » 2015 at 08:08AM

Category Archives: 2015 at 08:08AM

مصير الاسد


وسط مجموعة مبادرات الحل السياسي المطروحة للقضية السورية، يبدو مصير الأسد هو المشكلة الرئيسية أو الأكثر حضورًا، فما زال الاختلاف قائمًا حول مصيره، وقد يضاف إلى ذلك مصير بطانته، حيث يرى البعض الحفاظ على وجوده أساسًا للحل وفق الرؤية الإيرانية، بينما الرؤية الروسية، تبدو مختلفة في صيغتها الأخيرة. إذ يمكن إتمام الحل من دون الأسد مع ضمانات من شأنها حمايته من الملاحقة والمساءلة، لكن أغلبية الدول والقوى المعنية بالقضية السورية، ترى أن مصير الأسد محسوم في النهاية، حيث لا وجود له في مستقبل سوريا. هذا الموقف الأهم بين الدول وثيقة الصلة بالقضية السورية مثل المملكة العربية السعودية وتركيا وقطر، إضافة إلى المعارضة، التي تضيف بعض تشكيلاتها إضافة إلى نفي أي دور ووجود مستقبلي للأسد ضرورة محاكمته عن الجرائم، التي ارتكبها ونظامه ضد السوريين في السنوات الأربع والنصف الماضية.
الاختلاف على مصير الأسد في مساعي الحل السياسي في سوريا، ليس اختلافًا على الشخص، ولا على بطانته القريبة، كما يبدو في الظاهر، إنما هو اختلاف على الواقع السوري ومستقبله، وأثره في العلاقات البينية، واختلاف على مصالح الأطراف ذات العلاقة، وهو ما يجعل الأطراف المختلفة، تقف وراء هذا الخيار أو ذاك في موضوع مستقبل الأسد، والأمثلة على تقلب سياسات الدول كثيرة، ولا تحتاج إلى أمثلة حتى، وآخرها في القريب، تخلي إيران عن رجلها في العراق، نوري المالكي، الذي تحول مؤخرًا إلى قضية فساد في جدول أعمال حكومة حيدر العبادي؛ رجل إيران في عراق اليوم.
الأسد بالنسبة لإيران، هو رمزية وجودها في سوريا، وتعبير عن نفوذها وتجسيد لاستراتيجيتها في الخط الممتد من الخليج إلى شاطئ المتوسط مرورًا بالعراق فسوريا إلى لبنان، وهو بالنسبة لروسيا دليل لوجود نفوذها، وامتداد لسيطرة المافيا الروسية وعلاقاتها في شرق البحر المتوسط، وتعبير عن روابط مصالحها مع نظام إيران وسيطرته في المنطقة، أما بالنسبة للراغبين في التخلص منه، فالأمر في اتجاه عكسي؛ إذ يعني التخلص منه، بالنسبة لدول الخليج العربية، وقف عملية التمدد والسيطرة الإيرانية في المنطقة، وقد صار حاضرًا ومسيطرًا على أربع عواصم عربية من بغداد إلى دمشق وبيروت، وصولاً إلى صنعاء في اليمن، بينما خلاياه تتحرك في السعودية والبحرين، وتتوالى عمليات كشف خلاياه النائمة، كما حدث في الكويت.
أما في موضوع تخلص السوريين من الأسد وبطانته، فالأمر له أكثر من وجه؛ إذ هو لا يعني إنهاء السيطرة والاحتلال الإيراني لسوريا، ووقف عملية تشييعها الحالية على قدم وساق فقط، بل يعني رغبتهم في التخلص من امتداد نظام عائلي استبدادي فاسد، ربض على صدورهم منذ نحو نصف قرن مضى، حول فيها سوريا إلى مزرعة لآل الأسد وبطانتهم، وحول السوريين إلى عبيد وفقراء في المزرعة في إطار منظومة سياسية اقتصادية اجتماعية وثقافية.
وسط تلك الأهداف المتناقضة في الموقف من مصير الأسد وبطانته، لا يمكن عزل القضية عما حدث ومستمر حدوثه في سوريا من سياسات وممارسات دموية، يتابعها الأسد ونظامه منذ بداية تظاهرات درعا في 2011، وقد دفعت السوريين إلى عمق كارثة، ليس لها مثيل في التاريخ الإنساني في تعددها الإجرامي قتلاً وجرحًا واعتقالاً وتشريدًا وتهجيرًا للسوريين.
فايز سارة
المصدر : الشرق الاوسط

التدوينة مصير الاسد ظهرت أولاً على المرصد السورى لحقوق الإنسان.

http://ift.tt/1p5TKH4 http://bit.ly/1u5UN6y

الأسد أعلن قيام “دولة الساحل”!


من الضروري قراءة خطاب بشار الاسد في ضوء نيران القذائف التركية التي تدكّ في الوقت عينه المناطق الكردية في شمال سوريا، وذلك لسبب واضح جداً هو ان عملية تقسيم سوريا دخلت مرحلتها التنفيذية الأخيرة.
ليس كثيراً على الإطلاق اعتبار كلام الاسد بمثابة إعلان ضمني صريح هدفه تبرير القبول بالتقسيم، الذي كان دائماً يمثل “الخطة ب” في الحسابات العلوية منذ وصول والده حافظ الاسد الى السلطة عام 1970، لذلك عندما يقول إن “الانسحاب من مناطق من أجل القدرة على الإحتفاظ بمناطق اخرى أكثر أهمية”، فمن الواضح انه يحاول تبرير الهزائم والانسحابات دون قتال كما جرى في تدمر.
لكن المثير انه يبرر خسارة المحافظات السورية في الشمال والشرق والجنوب من أجل الإحتفاظ بالمنطقة العلوية [الأكثر اهمية!] في الشمال الغربي، والأكثر اثارة انه يعلن الاستسلام ضمناً عندما يعترف بأن جيشه يواجه نقصاً في الطاقة البشرية وانه “لا يستطيع المحاربة على كل الجبهات حتى لا يخسر المزيد من الاراضي، ونحن نتخلّى عن مناطق من أجل مناطق أخرى مهمة نتمسك بها”!
ولكن أين اختفى وعده بأنه سيحقق النصر في نهاية 2014، عندما يتحدث عن الإحباط وعن “اننا في مرحلة مصيرية لا حلول وسط فيها “، فاذا كانت الانسحابات مبررة لمصلحة الاحتفاظ بـ”دولة الساحل”، والتسوية السلمية مرفوضة عشية سعي دو ميستورا والروس إلى عقد “جنيف 3 “، فماذا يبقى غير التقسيم مخرجاً من المقبرة السورية التي صنعها بيديه؟
وعندما يتحدث صراحة عن الدعم الإيراني وعن دور “حزب الله” الحاسم في القتال الى جانب النظام، فذلك أشبه بإعلان مسبق عن ان “دولة الساحل” ستشكل جسراً استراتيجياً للايرانيين يربطهم بمناطق نفوذ “حزب الله” عبر الزبداني والقلمون وصولاً الى الهرمل وبعلبك فالجنوب اللبناني!
رجب طب اردوغان ليس غائباً عن هذه التطورات الحاسمة في سوريا، فهو يعرف جيداً ان قيام دولة العلويين يمكن ان يفتح الباب ويوفّر الفرص أمام قيام كيان كردي في الشمال السوري يشكل امتداداً للشمال العراقي الكردي القوي، ولهذا سارع الى عقد “صفقة الحافة” التي من الوضح انها قضت أخيراً بأن يبيع رأس تنظيم “داعش” الذي طالما حظي بدعمه في مقابل الحصول على رأس طموحات الاكراد في شمال سوريا!
المقاتلات والدبابات التركية التي تنشط الآن ضد “داعش” تركّز عمليات القصف على المناطق الكردية، والمنطقة الآمنة التي اتفقت تركيا واميركا على اقامتها بين مارع وجرابلس بعمق 50 كليومتراً تساعد أردوغان في صد الطموحات الاستقلالية الكردية.
بشار الاسد أعلن صراحة قيام الدولة العلوية لتبدأ حروب تركية كردية وسنية على اقتسام ما تبقى من سوريا.

 

راجح الخوري 

النهار 

 

 

التدوينة الأسد أعلن قيام “دولة الساحل”! ظهرت أولاً على المرصد السورى لحقوق الإنسان.

http://ift.tt/1p5TKH4 http://bit.ly/1u5UN6y

تونس نفت إعادة العلاقات مع سوريا


نفى وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش اعادة العلاقات الديبلوماسية مع سوريا، قائلا إن تعيين قنصل عام لبلاده في دمشق ليس إلا “تمثيلا أكثر انتظاما”. وقال أن التمثيل التونسي في سوريا يقتصر فقط على المستوى القنصلي.

وأدلى الوزير بتصريحاته ايضاحا لما أثير حول اعادة العلاقات الديبلوماسية بين تونس وسوريا بعد الإعلان عن تعيين إبرهيم الفواري قنصلا عاما في السفارة التونسية بدمشق. ويذكر أن تونس قطعت العلاقات الديبلوماسية مع سوريا في كانون الثاني 2012 بقرار من رئيس الجمهورية الموقت في حينه محمد المنصف المرزوقي إحتجاجا على أعمال العنف ضد المدنيين السوريين. وتقدر أعداد الجالية التونسية في سوريا بأكثر من ستة آلاف شخص.

 

ا ش ا

التدوينة تونس نفت إعادة العلاقات مع سوريا ظهرت أولاً على المرصد السورى لحقوق الإنسان.

http://ift.tt/1p5TKH4 http://bit.ly/1u5UN6y

تحرك دولي لحماية تدمر من «داعش»


أرسل النظام السوري أمس تعزيزات عسكرية إلى مدينة تدمر وشنّ غارات في محيطها لصد هجوم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الذي بات على أبواب المدينة التاريخية المعروفة بـ «لؤلؤة الصحراء» السورية، فيما كثفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) جهودها الدولية للعمل من اجل حماية الآثار السورية من التدمير الذي يهدد تنظيم «داعش» بإلحاقه بها. وتصنف «يونسكو» الآثار التاريخية في تدمر على لائحة التراث العالمي. وإلى ذلك شن مقاتلو المعارضة هجوماً مفاجئاً في ريف درعا لقطع خط إمداد النظام من دمشق. وعقدت امس محادثات روسية – اميركية لبحث استئناف مفاوضات «جنيف – 3». (للمزيد).

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس إن الاشتباكات استمرت بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جهة، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى في محيط مدينة تدمر بريف حمص، إثر هجوم نفذه التنظيم تمكن خلاله من السيطرة على مدينة السخنة ومحيطها ونقاط تمركز ومناطق في محيط مدينة تدمر خلال اليومين الماضيين. وأوضح «المرصد» ان «النظام ارسل تعزيزات عسكرية الى تدمر فيما يقصف الطيران الحربي محيط المدينة، وأكد طلال البرازي محافظ حمص التي تعتبر تدمر جزءاً من حدودها الجغرافية، ان الوضع في تدمر «تحت السيطرة»، مؤكداً ان «تعزيزات (برية) في طريقها الى المدينة وسلاح الجو والمدفعية يتعاملان مع اي عملية».

وارتفعت حصيلة القتلى في المعارك المستمرة في المنطقة المحيطة بتدمر منذ ليل الثلثاء – الأربعاء الى 138، بينهم 73 من قوات النظام والمسلحين الموالين و65 من مقاتلي التنظيم.

وطالب «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في بيان «منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة» (يونسكو) بـ «التحرك العاجل لحماية المدينة». واتهم «النظام بأنه يفضل تحصين مراكزه الأمنية والعسكرية في المدن التي لا يزال يسيطر عليها»، قائلاً: «على رغم الخسائر في صفوفه، فإنه مرتاح إلى الكارثة الحضارية التي يمكن أن يرتكبها تنظيم الدولة في المدينة، آملاً بأن توفر تلك الكارثة غطاءً للخسائر التي يتكبدها على مختلف الجبهات» في شمال البلاد وجنوبها.

وتعد المواقع الأثرية في مدينة تدمر واحدة من ستة مواقع سورية ادرجتها منظمة «يونسكو» على لائحة التراث العالمي. وقالت مديرة «يونيسكو» يرينا بوكوفا في بيروت: «نحن قلقون للغاية ونتابع الوضع نظراً للقيمة الكبيرة لهذا الموقع الروماني الأثري».

من جهة اخرى، افاد موقع «كلنا شركاء» بأن «الاشتباكات اندلعت في قرية الفقيع بريف درعا الشمالي، إثر هجومٍ شنّه الثوار على أحد أكبر حواجز قوات النظام العسكرية في المنطقة»، مشيراً إلى أن «الحاجز الذي هاجمه ثوار درعا يتوسط الطريق الواصل بين مدينة الصنمين الخاضعة لسيطرة النظام، ومدينة الشيخ مسكين التي يسيطر عليها معارضوه، ويشرف الحاجز على أجزاء واسعة من الطريق الدولي بين دمشق – عمان، وهو خط الإمداد الوحيد بالنسبة الى قوات النظام إلى الأحياء التي يسيطر عليها في مدينة درعا المحطة».

سياسياً، أفادت مصادر ديبلوماسية غربية بأن محادثات اميركية – روسية عقدت امس في جنيف بعد لقاء الطرفين مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن المبعوث الأميركي دانيال روبنستاين سيقوم بجولة بين 14 و27 الشهر الجاري تشمل موسكو وأنقرة والرياض وإسطنبول لمناقشة «ضرورة حصول انتقال سياسي دائم على اساس بيان جنيف، اضافة الى الانخراط مع قادة الفصائل المعتدلة في المعارضة السورية». وكررت الوزارة ان اميركا «تبقى ثابتة في قناعتها انه ليس هناك دور لبشار الأسد في المستقبل السياسي لسورية».

 

ا ف ب

التدوينة تحرك دولي لحماية تدمر من «داعش» ظهرت أولاً على المرصد السورى لحقوق الإنسان.

حزب الله و«داعش» في خندق واحد


منذ أن أطلت «داعش» على مشهد الثورة السورية، أثارت كل أشكال القراءات لمشروعها وتكوينها وأهدافها. منذ البداية، كان واضحًا افتراقها في الأولويات عن بقية فصائل الثورة، وتحديدًا الجيش السوري الحر الذي وصمته «داعش» بالكفر. ثم ما لبثت أن دخلت «داعش» في اشتباك عقائدي وفقهي وعسكري مع جبهة النصرة على خلفيات عدة أبرزها العلاقة بتنظيم القاعدة، بالدرجة الأولى، وتعيين «داعش» أمراء من غير جنسية الإمارة الموكلة إليهم، وهو ما اصطدم بالحساسية السورية لـ«النصرة».
ثم إن «داعش» لم تضع من سدة أولوياتها إسقاط نظام الأسد، بقدر ما حرصت على الاستحواذ والتفرد بأكبر مساحة جغرافية ممكنة، تعلن عليها الخلافة وتنطلق منها في حروب فتح وقضم جغرافي.
ولئن كانت «النصرة» أقرب في أولوياتها إلى بقية فصائل الثورة، وتحديدًا إسقاط نظام بشار الأسد، احتلت بالنسبة للنظام وحزب الله صدارة الأعداء، بينما حُيدت «داعش» التي وجدت لنفسها مساحة تفاهمات مباشرة وغير مباشرة مع الأسد، على ما تدل تجربة «داعش» في «ولاية الرقة»، حيث حظيت بدرجة تسامح عجيبة معها طوال سنتين ونيف قبل سقوط الموصل. وهذا مسار وثقته مجلة «دير شبيغل» الألمانية بتفاصيل صادمة حول مستوى التفاهمات الميدانية بين «داعش» والأسد.
رغم ذلك، فإن الدعاية السياسية لحزب الله ركزت، بشكل مغاير للواقع، على الاشتباك الهامشي مع «داعش» على الحدود اللبنانية السورية، رغم أن أغلبية المسلحين هناك من جبهة النصرة، فالحزب الذي يدرك أن الفظاعات الداعشية توفر مادة خصبة للتعبئة في بيئته، ولإحراج الخصوم في معركة الرأي العام، انتحل صفة القتال ضد «داعش»، ورعبها، بينما أغلب معاركه خيضت ضد «النصرة» والجيش السوري الحر.
وحين حلت معركة القلمون، الاستراتيجية بالنسبة لحزب الله والأسد، كون الحدود اللبنانية السورية هي آخر المعابر البرية التي يتنفس منها النظام، وجد حزب الله نفسه في خندق واحد مع «داعش»، حيث إن الاثنين يقاتلان «النصرة» والجيش الحر وبقية فصائل «جيش الفتح» المولود حديثًا!
الوقائع تفضح دعاية حزب الله، فهو بعد أن كان عرضة لهجوم استباقي شنته «النصرة» وحلفاؤها، ورفضت «داعش» الانضمام إليه، مطلع مايو (أيار)، وجد نفسه يقاتل «النصرة» يدًا بيد مع «داعش» وجيش الأسد. ولعلها من المفارقات المرعبة أن تجد «النصرة» نفسها وهي في ذروة القتال ضد حزب الله وجيش الأسد، عرضة لقطع طرق إمداداتها من قبل «داعش»، في توقيت لا يخدم إلا تقدم حزب الله في القلمون الغربي.
لا أدلة في المعركة الراهنة على تنسيق عملاني بين حزب الله و«داعش»، لكن السياق الظرفي للوقائع الميدانية يعزز الانطباع بتلاقٍ، ولو مؤقت، بين أجندتها وأجندة حزب الله. وهذا شبيه بالأدلة التي يستند إليها حزب الله في دعايته ضد «النصرة»، التي تسيطر على الحدود السورية «الهادئة» مع الجولان، وتنقل بعض مصابيها للعلاج داخل إسرائيل. فالدعاية السياسية للحزب تبتسر الوقائع بشكل تضليلي محترف، يخدم سعيها لضرب مصداقية أي فصيل من فصائل الثورة السورية، كما يخدم إحراج الخصوم في الداخل اللبناني. وهو ابتسار يريد القفز آيديولوجيًا فوق واقع أن إسرائيل جزء من الميدان السوري بحكم الموقع الجغرافي والحسابات الأمنية. وقد تنقلت إسرائيل على حدودها بين مساعدة جيش الأسد لتحرير معبر البياضة وبين القبول لاحقًا بـ«النصرة» على حدودها بعد التأكد أن أولوية التنظيم هي الأسد، أقله في المرحلة المنظورة.
وللإنصاف، فإنه بمثل ما هي «العلاقة» بين «النصرة» وإسرائيل علاقة تفاهم ضمني تمليه أولويات الطرفين، كذلك هي «العلاقة» بين حزب الله و«داعش». والحزب هو أبرز من يفهم مثل هذه العلاقات السرية والتفاهمات غير المباشرة بين أعداء. فهو تاريخيًا استفاد من شيء شبيه مع إسرائيل في حروبه ضد حركة أمل في جنوب لبنان، خلال ما يسمى حرب إقليم التفاح، حين كان يهرب الأسلحة والذخائر تحت نظر ميليشيا جيش لحد، الموالية لإسرائيل، والمشرفة مواقعُها على طرق الإمداد المستخدمة من حزب الله.
وحاضرًا، عقد الحزب نوعًا من تفاهم وقف إطلاق نار مع «النصرة» على قرى قضاء بعلبك الهرمل الموازي للقلمون الغربي، تتوقف بموجبه «النصرة» عن قصف القرى اللبنانية مقابل إمدادها بالوقود والطعام واللوازم الطبية.
لا تعكس هذه الوقائع زيف مواقف الأطراف الثلاثة؛ أي حزب الله، و«داعش»، وجبهة النصرة. فهم أعداء بلا شك، وضعتهم سخريات أقدار الحروب في مواقع تتقاطع فيها مصالحهم بشكل عبثي. ما تعكسه هذه الوقائع هو استحالة الهدف المجنون الذي يتنطح له حزب الله؛ أي حماية بقاء نظام الأسد.
هذه مهمة لا يحققها أي قتال في القلمون، وأي مكتسبات عسكرية فيه. فحزب الله يحاول القفز فوق واقع ديموغرافي يعني ببساطة أن أي انتصار له في سوريا يستلزم تهجير 19 مليون سوري سني، باتوا يكنون له عداءً مكينًا خارج أفق أي مصالحة أو تسوية.
هذه نتيجة سيصل إليها الحزب بلا شك، لكن المخيف أن يغامر، قبل ذلك، بالمزيد من العنجهية والجنون، وأن يسعى لإدخال الجيش اللبناني في معركة «تطهير» عرسال وجرودها من المسلحين الوافدين إلى لبنان بسبب معارك القلمون! مما يعني معركة تهجير 30 ألف لبناني سني من الحزام الرابط بين سوريا العلوية ولبنان.
بالمناسبة، ألم يقل حسن نصر الله إنه «دخل الحرب في سوريا كي لا يأتي التكفيريون إلى لبنان»؟
حظًا سعيدًا.
نديم قطيش
الشرق الاوسط

التدوينة حزب الله و«داعش» في خندق واحد ظهرت أولاً على المرصد السورى لحقوق الإنسان.