وكالة اخبار بلاد الشام

الصفحة الرئيسية » 2015 at 08:46AM

Category Archives: 2015 at 08:46AM

أن تكون لاجئاً سورياً في السعودية والخليج!


 لماذا لا تستقبل المملكة ودول الخليج اللاجئين السوريين عوضاً من أن يموتوا في البحر؟ يسأل بَعضُنَا بسذاجة! بينما آخر يلقي السؤال بخبث، ليغير الموضع ويلقي بدائرة الاتهام بعيداً عن النظام الذي دفع شعبه إلى اختيار الموت في البحر ولا يعيش في وطن لم يعد يراه وطناً.

منذ بداية المأساة السورية والمملكة تستقبل سوريين، يقدرهم مسؤول – تحدثت معه – بنحو نصف مليون، ولكنهم لم يسجلوا بصفة لاجئين، فالمملكة ليست بلداً مجاوراً لسورية، ولم يأتوا لاجئين، وإنما بتأشيرات زيارة طوال الأزمة فلم تضق بهم المملكة، لم تحملهم على المغادرة أو تعتقل من يحمل تأشيرة انتهت صلاحيتها، هناك دولة يفترض أنها شقيقة لسورية فعلت ذلك، بعضهم وجد فرصة جيدة للعمل، وآخرون لم يجدوا، سمحت لهم الحكومة بإرسال أولادهم إلى المدارس الحكومية، ولكن لا يعني ذلك أنهم سعداء، أعرف صديقاً سورياً تضاعف سكان شقته الصغيرة بجدة مرتين، ولا يملك إلا الصبر.

تستطيع المملكة أن تستقبل مزيداً منهم، كما تطالب بعض الدول الأوروبية والمنظمات الحقوقية بسذاجة أو خبث، ولكنهم لا يريدون أن يأتوها لاجئين، ما من فائدة في أن تقيم المملكة أو دول الخليج الأخرى مزيداً من المخيمات، لأن السوري ضاق بحياة المخيمات ويريد أن يعيش، ما لم نعد له وطنه فسيظل رحالاً يبحث عن وطن يؤمنه ويبني فيه مستقبلاً، والمملكة ودول الخليج لا تستطيع أن توفر له هذا الخيار.

أعرف سورياً آخر مقيماً في المملكة وينوي الهجرة بأية طريقة يستطيع إلى أوروبا، يسمع عن ابن عمه الذي حصل على فرصة عمل ولم يلبث به الزمن أن أصبح سويدياً، مثل آلاف السوريين والعراقيين والأفغان والصوماليين، وغيرهم من البائسين العرب والمسلمين الذين ضاقت بهم أوطانهم المتخبطة بين الفشل والحرب والتطرف العلماني والديني والمذهبي.

نحن في السعودية لا نعطي الجنسية بسهولة، وكذلك معظم دول الخليج، السبب ليس عنصرياً أو شعوراً بالفوقية، فبلد كالسعودية، مواطنوه من كل الأعراق التي تشكل قوس قزح المهاجرين المنتظرين على البوابات الأوروبية، السبب اقتصادي صرف، حالنا كحال دول أوروبية لا تريد مهاجرين أجانب، كهنغاريا واليونان، لأن اقتصادها لا يستطيع أن يستوعبهم، ولسنا قوة اقتصادية هائلة كألمانيا تستطيع – بل تحتاج – أن تستوعب مزيداً من المهاجرين ولكنها تتمنع، لأنها تريد أن تنتقيهم لا أن تستقبلهم كسيل جارف.

نحن من المجموعة الأولى، وإن غلبتنا أخوّتنا للسوريين ففتحنا لهم أبوابنا بقدر ما نستطيع، اقتصادنا لا يستطيع تحمل لاجئين يتحولون إلى مقيمين، ذلك أن سوقنا متشبعة بعمالة أجنبية لا نحتاج إلى معظمها أصلاً، فانعكس ذلك سلباً على مجتمعنا واقتصادنا، نفكر بتردد لحل هذه المشكلة المتراكمة، تصدمنا أرقامها وواقع البطالة بين أبنائنا كلما عقدنا مؤتمراً لبحث «العمالة الوافدة في دول الخليج، واقعها ومستقبلها» كان هذا عنوان دراسة نشرت الأسبوع الماضي في موقع الجزيرة للدكتور جاسم حسين، لا بد أن من قرأها شعر بالقلق وأدرك الأخطار التي تكتنف مستقبل الخليج وهو يلج في بحر من العمالة الوافدة التي تبقى أجنبية ما حييت في مجتمع لا يريد ولا يستطيع توطينها، ولكننا سرعان ما ننسى أو نتجاهل قلقنا ونستأنف حياتنا الاقتصادية المشوهة لأننا بتنا «مدمنين» على تلك العمالة الأجنبية التي تشكل ثلث «الشعب» السعودي وأكثر من النصف حتى 80 في المئة من عدد السكان في بقية الدول الخليجية، يريد بعضنا أن يقلل أعدادهم (متأكد أن المسؤولين بالمملكة يريدون ذلك ويخططون له) وبالتالي فإن «توطين» مئات آلاف من السوريين سيربك كل حسابتنا الاقتصادية ومصالح المواطنين، وقد قلت «توطين» لأن هذا ما يريده السوري، إنه لا يريد خيمة أو «هنغار» حديدياً آخر كالذي تركه في الزعتري بالأردن أو غازي عنتاب بتركيا، ليس هناك ما يميز خيمة على أخرى، كلها بائسة بعدما تقضي فيها عاماً أو عامين وأنت تنتظر العودة إلى الوطن، إنه يريد أن يستقر، أن يصبح «مواطناً»، ليكن أردنياً، ولكن لا وظائف كافية هناك، أو مواطناً تركياً، كي يحاجج رب عمله هناك ليحصل على راتب مساو لراتب زميله التركي.

لم يفر والد الطفل الغريق إيلان الكردي صاحب الصورة الشهيرة التي فجرت قضية اللاجئين السوريين حول العالم، من عين العرب (كوباني) نحو البحر مباشرة، لقد عاش قبلها في تركيا أشهراً عدة، جرّب حياة المخيمات، ثم قبل براتب متواضع يساوي ربع ما يحصل عليه التركي، ولكنه ضاق بذلك، فاقتصد وجمع أربعة آلاف دولار التي تكفيه للانضمام إلى رحلة «مقامرة الموت»، إما أن يكسب أوروبا وضمانها الاجتماعي وفرص العمل والاستقرار ومن ثم التجنس والمواطنة، وإما الموت، كان نصيب أسرته الموت، ونصيبه هو أن يحدثنا عن مأساته، ويعيش مكلوماً بقية عمره.

إنهم ليسوا في حاجة إلى ملاجئ، فهناك ملاجئ لهم في الأردن وتركيا ولبنان، انتشر فيها نحو أربعة ملايين سوريين مسجلين – رسمياً – لاجئين، ولكنهم في حاجة إلى وطن، والسعودية ودول الخليج لا تستطيع أن تكون ذلك الوطن البديل.

حري بأزمة اللاجئين السوريين أن تكشف للسعوديين والخليجين عوار سوق العمل عندهم، والخطأ الجسيم الذي ارتكبوه في معاندة السنن الإلهية التي جعلت للجزيرة العربية قدراً معلوماً في الموارد الطبيعية، فأثقلوها بعدد سكان لا تستطيع تلبية حاجاتهم في المأكل والمشرب، الخليجي يستهلك من الموارد الطبيعية أضعاف النسبة التي قدرها الله لسكان الجزيرة، جرت أقدار الله ثم قوة التاريخ إلى أن يترك الفائض من العرب جزيرتهم كلما اختل التوازن بينهم وبين قدرتها على العطاء، الشام والعراق كانتا دوماً الوجهة المفضلة، حتى جاء النفط والحدود، فتوقفت الهجرة، بل أصبحت الجزيرة، للمرة الأولى منذ أن خلقها الله، جاذبة للسكان، حتى تشبعت فلم تعد تستطيع استيعاب من يريد العودة إليها، إنها بالكاد تستطيع استيعاب أهلها.

الحل أن نذهب إلى هناك، ونصلح أوضاع الشام مهما كلف الأمر، حتى يصلح لأهله فيبقون فيه ويعودون إليه، ما شهدناه في السعودية والخليج ولم نشك منه، وما شهدته أوروبا وشكت منه، ما هو إلا رأس جبل ثلج هائل من البشر يتشكل منذ أربعة أعوام، وسيفيض علينا جميعاً، فالشعب السوري أيضاً يريد الحياة.

 

جمال خاشقجي

المصدر : الحياة

 

التدوينة أن تكون لاجئاً سورياً في السعودية والخليج! ظهرت أولاً على المرصد السورى لحقوق الإنسان.

http://ift.tt/1p5TKH4 http://bit.ly/1u5UN6y

بان كي مون: تم تدمير جميع الهياكل لإنتاج الأسلحة الكيميائية في سوريا


أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأربعاء 12 أغسطس/آب أن جميع الهياكل الخمسة المقامة تحت الأرض والمستخدمة لإنتاج الأسلحة الكيميائية في سوريا تم تدميرها.

وقال بان في تقرير قدمه إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي إن “منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تؤكد تدمير جميع الهياكل الخمسة المقامة تحت الأرض في إطار الجهود المبذولة من أجل تدمير مرافق إنتاج الأسلحة الكيميائية البالغ عددها 12، كما تم تدمير إحدى الحظائر باستخدام المتفجرات التي وصلت الشهر الماضي”.

المصدر: “تاس”

 

التدوينة بان كي مون: تم تدمير جميع الهياكل لإنتاج الأسلحة الكيميائية في سوريا ظهرت أولاً على المرصد السورى لحقوق الإنسان.

http://ift.tt/1p5TKH4 http://bit.ly/1u5UN6y

جون كيربي : يجب على السلطات السورية اطلاق سراح الاف المعتقلين


اشادت الولايات المتحدة الاثنين باطلاق سراح المدافع السوري عن حقوق الانسان مازن درويش الذي ينتقد النظام ولكنها طالبت بوضع حد للملاحقات ضده واطلاق سراح عشرات الاف السوريين المعتقلين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي في بيان “ندعو النظام السوري الى التخلي عن جميع الملاحقات العالقة ضد مازن درويش”.
وكانت السلطات السورية قد افرجت الاثنين عن الحقوقي البارز والصحافي السوري مازن درويش (41 عاما) المعتقل منذ شباط 2012 بتهمة “الترويج للارهاب” على ان يحاكم طليقا، بحسب ما افادت زوجته يارا بدر.
ودهمت المخابرات الجوية السورية المركز السوري للاعلام وحرية التعبير في دمشق الذي يتراسه في 16 شباط 2012، واوقفت درويش وزميليه هاني الزيتاني وحسين غرير.
واوضحت بدر ان زوجها افاد في 19 تموز الفائت من عفو رئاسي لمناسبة عيد الفطر لكن الافراج عنه “تأخر 23 يوما”. وافرج عن زميليه بموجب هذا العفو.
وحاز درويش عددا من الجوائز بينها جائزة “مراسلون بلا حدود” للعام 2013 وجائزة اليونيسكو لحرية الصحافة في ايار 2015، “اعترافا بالعمل الذي قام به في سوريا منذ اكثر من عشر سنوات”.
وبالاضافة الى ذلك، ندد المتحدث باسم الخارجية الاميركية ب”اعتقال النظام السوري لعشرات الاف السوريين الذين يقبعون في السجون بدون محاكمة”.
وقال كيربي ايضا ان “نساء واطفالا واطباء وعمالا انسانيين ومدافعين عن حقوق الانسان وصحافيين واخرين يتعرضون باستمرار للتعذيب والعنف والاغتصاب في شروط اعتقال غير انسانية”.
واكد ان الولايات المتحدة “ستواصل المطالبة بالافراج الفوري عنهم”.

النهار اللندنية

التدوينة جون كيربي : يجب على السلطات السورية اطلاق سراح الاف المعتقلين ظهرت أولاً على المرصد السورى لحقوق الإنسان.

http://ift.tt/1p5TKH4 http://bit.ly/1u5UN6y

ماذا لو بقي الأسد؟


عندما يقول الرئيس الاميركي باراك اوباما ان “الحل الوحيد” للأزمة السورية هو “توحد” كل القوى السورية ضد “داعش” من دون الرئيس بشار الأسد. فكلامه هو رد مباشر على اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تشكيل تحالف اقليمي يضم دمشق والرياض وأنقرة لمحاربة التنظيم الجهادي.

فالولايات المتحدة لا تزال ترى ان الأسد هو السبب الرئيسي الذي يجعل جهاديي العالم يلتحقون بـ”داعش” وتالياً فإنها تعتقد ان التخلص من الأسد سيساعد اميركا على تحقيق استراتيجيتها في محاربة التنظيم. لكن الاعتقاد الاميركي ينطوي على نظرة سطحية الى الاحداث ولا يأخذ في الاعتبار الخلفية التاريخية لنشأة “داعش” من رحم تنظيم “القاعدة” الذي ولد في افغانستان وانتقل الى العراق بفعل الغزو الاميركي الذي كان العامل الاساس في تجنيد الجهاديين وتوجههم الى العراق.
ثم كيف تتصور الولايات المتحدة ان سقوط الاسد يمكن ان يكون عاملاً مساهماً في اضعاف “داعش” او “جبهة النصرة” او غيرهما من التنظيمات الجهادية، وقت يعترف وزير الدفاع الاميركي آشتون كارتر بأن البرنامج الاميركي لتدريب المعارضين السوريين “المعتدلين” لا يضم حتى الآن سوى 60 رجلا في مخيمات أقامتها اميركا في تركيا والاردن لتدريب هؤلاء كي يشكلوا قوة بديلة من النظام السوري تملأ الفراغ الذي يمكن ان ينجم عن انسحاب “داعش” من مناطق سورية بفعل الغارات الجوية التي يشنها الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على مواقع التنظيم في سوريا.
وما دام تدريب “المعتدلين” يسير على هذا النحو البطيء جداً، فالى كم من الوقت ستحتاج اميركا لتجهّز الـ15 الف مقاتل من “المعتدلين” كما جاء في الاستراتيجية الاميركية كي يقاتلوا “داعش”؟
وعندما تعترف واشنطن بالصعوبات التي تواجهها في العثور على “معتدلين” في سوريا لتدريبهم، ألا يجدر بها ان تستنتج من ذلك ان التطرف بات سيد الموقف وان المسألة هي اكبر من مشكلة وجود النظام السوري بحد ذاته وان المشروع الجهادي يتجاوز سوريا الى بقية دول المنطقة والاقليم الى ما هو أبعد ، من غير ان يكون ثمة جواب اميركي، على العوامل التي تجذب الجهاديين الى سيناء ونيجيريا وتخوم آسيا الوسطى والقوقاز وساحات اوروبا؟
إن سوريا لا تعدو كونها محطة من محطات المشروع الجهادي الاكبر الذي يشكل تحدياً عالمياً تهرب واشنطن من معالجته جذرياً بمحاولة إلقاء اللوم على النظام السوري، بينما يتميز الطرح الروسي برؤية اكثر شمولية لمواجهة هذا المشروع.

 

سميح صعب

النهار

التدوينة ماذا لو بقي الأسد؟ ظهرت أولاً على المرصد السورى لحقوق الإنسان.

http://ift.tt/1p5TKH4 http://bit.ly/1u5UN6y

التحالف يشن 28 ضربة جوية ضد الدولة الإسلامية في سوريا والعراق


قال الجيش الأمريكي في بيان إن الولايات المتحدة وحلفاءها شنوا 28 ضربة جوية استهدفت تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق يوم الخميس منها 10 قرب بلدة كوباني الحدودية السورية.

وذكرت قوة المهام المشتركة في بيان يوم الجمعة أن الضربات قرب كوباني على الحدود مع تركيا استهدفت ثماني وحدات تابعة لمقاتلي الدولة الإسلامية الى جانب عدة مركبات ومواقع قتالية ومناطق تجمع يستخدمها التنظيم المتشدد.

وفي وقت سابق يوم الجمعة قالت جماعة مراقبة إن تنظيم الدولة الإسلامية قتل 145 مدنيا على الاقل في كوباني في هجوم وصفته بأنه ثاني اكبر مذبحة يرتكبها التنظيم.

ونفذت الضربات الأخرى في سوريا قرب تل ابيض والرقة ودير الزور. واستهدفت 14 ضربة في العراق الدولة الإسلامية في عشر مدن منها الموصل وسنجار وتلعفر

 

رويترز

 

التدوينة التحالف يشن 28 ضربة جوية ضد الدولة الإسلامية في سوريا والعراق ظهرت أولاً على المرصد السورى لحقوق الإنسان.

http://ift.tt/1p5TKH4 http://bit.ly/1u5UN6y

أقوى جيوش العالم 2015


نشر موقع غلوبال فاير بور العالمي المتخصص في ترتيب الجيوش في العالم تصنيفه لعام 2015, ويعتمد الترتيب على “مؤشر القوة” الذي يحدد موقع الدول على أساس العديد من العناصر.

بشار.. قلق محتار


ظهر بشار أخيرا، أمام الجمهور، والهدف رفع الروح المعنوية، بعد هزائم قواته في الشمال والجنوب هذه الأيام، ليس من قبل «داعش»، بل فصائل أخرى، شطر كبير منها ينتمي للمعارضة المعتدلة.
في محاولة، قد تكون متأخرة، يريد الرجل الذي قضى تفكيره على تدبيره، أن يصور الأمر على غير صورته، كعادته دومًا، وأن يهون من وقع الهزائم المتتالية عليه وعلى حزب الله اللبناني، على الحدود السورية اللبنانية.
هل فات الوقت عليه؟
ربما من المبكر قول هذا، فما زالت بنية النظام الطائفي العائلي المافيوي، صلبة، وما زال الموقف الدولي رخوًا، وما زالت المعارضة – معارضة الداخل على الأرض – مشتتة، ولكن كل هذا لا يلهينا عن حقيقة واضحة هي بداية العد التنازلي لنظام الأسد، ومن خلفه «النظام» الخميني في طهران، وتوابعه في لبنان واليمن.
على ذكر اليمن، فإن عاصفة الحزم العربية، والتحالف العربي الذي قام من حولها، هي تحول ضخم وخطوة شاسعة للأمام، بصرف النظر عن مجريات العمليات على الأرض في اليمن، ففي النهاية ستصل العاصفة إلى ميناء الأمل اليمني، قريبًا. ولكن المهم في العاصفة هو معناها في يقظة العرب وهبتهم ضد غزو إيران، في ظل مكايدة روسية لأميركا، وضياع رؤية الأخيرة في عهد الرئيس أوباما.
دوي العاصفة في صنعاء وعدن، له صدى في دمشق وحلب وبيروت وبغداد.
في ظهوره الأخير أمام الجمهور، ظهر بشار قلقًا وجلاً، رغم أنه أراد تبديد القلق عن جمهوره وقاعدته، ومما قاله بشار، تعليقًا على سيطرة المعارضة على إدلب وجسر الشغور شمالاً، وبصرى الحرير جنوبًا، وحصار قواته، وفي كلمات تفصح عن كثير من دفين المشاعر قال: «عندما تحصل نكسات، يجب أن نقوم بواجبنا كمجتمع، أن نعطي الجيش المعنويات ولا ننتظر منه دائمًا أن يعطينا»، مهاجمًا ما يفعله «البعض» اليوم من «تعميم روح الإحباط واليأس بخسارة هنا أو هناك».
ثم وسط هتافات جماعته القلقة بدورها، من أمام مدرسة ما، خطب بشار، وربما خاطب لا وعيه الباطن، فقال: «أنا لست قلقًا ولا داعي للقلق، ولكن هذا لا يمنع من التحذير من أن بداية الإحباط هي الوصول إلى الهزيمة».
هذا كلام يبعث على القلق وليس السكينة.
الحزم والمبادرة، صارتا نهجًا يتبع، بعد تحالف عاصفة الحزم، وما حك جلدك مثل ظفرك، ولن تترك سوريا طعمة للضياع والخراب الإيراني، وقد قال الملك سلمان بن عبد العزيز في قمة الدرعية الأخيرة مع قادة الخليج، بحضور الحليف الغربي الأصدق، فرنسا، ورئيسها هولاند، قال سلمان: «الأزمة السورية طال أمدها» ولا بد من حل لها لا يتضمن رموز النظام الأسدي، ليؤكد هولاند على تطابق الموقف الفرنسي مع هذه الرؤية، في كلمته أمام زعماء الخليج. على بشار أن يقلق، بعد منع الـ«فيتو» الروسي ضد اليمن، والتحالف الذي رفض بقاء الحال في اليمن كما كان، لن يقبل ذلك في سوريا.

مشاري الذايدي

الشرق الاوسط

التدوينة بشار.. قلق محتار ظهرت أولاً على المرصد السورى لحقوق الإنسان.

هل الثالثة ثابتة؟


بات السوريون، بعد الخيبات الكثيرة المتكررة على مدى أربع سنوات ونيف من ثورتهم التراجيدية، يخشون التفاؤل، وهم محقون في ذلك. ففي صيف العام 2011، اجتمعت كل المؤشرات الميدانية والسياسية، المحلية والاقليمية والدولية، لتبشرهم بقرب انتصار ثورتهم السلمية آنذاك، وطي صفحة نظام جثم على صدورهم ثقيلاً لا يطاق، لأكثر من جيل، وانتهى إلى حرب مفتوحة على الشعب والبلد، بدلاً من أن يفهم النظام أن زمانه انتهى بغير رجعة منذ أول صرخة حرية أطلقتها حناجر السوريين، فيرحل غير مأسوف عليه، كسابقيه من أنظمة فاسدة تعفنت، على مدى عقود الحكم المديد، في تونس ومصر وليبيا واليمن.
ولكن كان للقوى المتضررة من التغيير العربي رأي آخر. حين قال حكام الأنظمة المترنحة إن «مصر ليست تونس» أو «ليبيا ليست تونس ومصر» و»اليمن ليس تونس ومصر وليبيا» سخر منهم نشطاء الثورات العربية الشباب، ونزلوا إلى الشوارع ليثبتوا العكس، وقد أثبتوه فعلاً إلى حد كبير، أو إلى حين. أما بشار الأسد فقد فضل مخاطبة الرأي العام الأمريكي عبر صحيفة وول ستريت جورنال، في شهر كانون الثاني 2011، ليبلغ «ذوي الشأن» في واشنطن أن «الشعب في سوريا على مزاج واحد ممانع مع نظامه» الأمر الذي يبعده عن الثورة عليه بهدف إسقاطه، بخلاف الأنظمة الساقطة التي كانت محسوبة على «معسكر الاعتدال» المقرب من الغرب.
بعد مرور سنوات من الدم النازف والخراب العميم، سنفهم أن ما قصده جزار دمشق بـ»الشعب» إنما هو ذلك القسم من السكان الذي ما زال يتمتع بدعمه ويضحي بعشرات الآلاف من شبانه على مذبح بقائه في السلطة، ليقول في كل مقابلة صحافية مع الإعلام الغربي الذي يأتيه إلى دمشق: «لولا الدعم الشعبي الذي أتمتع به لما تمكنتُ من البقاء في السلطة!». وهو كلام صحيح، بشرط أن نفهم ما يعنيه بكلمة «الشعب». وصحيح أيضاً أن هذا القسم من السكان الذي رأى في سائر السوريين المنتفضين لحريتهم وكرامتهم خطراً على «دولته» فنعتهم بالظلامية والتكفيرية والطائفية والإرهاب، هو على مزاج واحد ممانع مع نظامه، فقاتل أبناؤهم بشراسة، كتفاً إلى كتف مع ميليشيات شيعية لبنانية وعراقية وأفغانية، كما لم يقاتلوا يوماً «العدو الإسرائيلي أو الامبريالية الأمريكية». فقد عرفنا، مع مرور الزمن أيضاً، من أبرز الناطقين باسم «المحور الممانع» حسن نصر الله مثلاً، أن هذا المحور متطابق مع المذهبية الشيعية، مقابل صفتي التكفير والإرهاب الملتصقتين بالمذهبية السنية.
وهكذا تم تطييف الثورة، إضافة إلى تسليحها الحتمي في مواجهة القناصة وسكاكين الشبيحة وأقبية المخابرات الفظيعة وكل صنوف الأسلحة الفتاكة، فأصبحت ثورة سنية تكفيرية إرهابية عميلة للامبريالية وإسرائيل، كما يزعم الإعلام الممانع، ضد «دولة ممانعة وعلمانية» يقودها، للمفارقة، ولي إيراني فقيه!
كانت المحطة الثانية للتفاؤل، صيف العام 2012، الذي ابتدأ بمؤتمر جنيف الذي تبنت فيه الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وثيقة ملتبسة حول المشكلة السورية، خلاصتها الأهم تشكيل هيئة حكم انتقالية تضم النظام والمعارضة، تنهي الحرب وتطوي صفحة تفرد النظام بمصير البلاد، تمهيداً لإرساء نظام سياسي جديد ديموقراطي تعددي علماني. وفي الأيام والأسابيع التالية على إقرار هذه الوثيقة التي باتت تسمى «جنيف 1» تلقى النظام خسائر عسكرية كبيرة كان من شأنها خلق توازن قوى يتيح فرض تطبيق تسوية جنيف 1.
لكن تضارب الأجندات الاقليمية والدولية في الصراع الداخلي، أدى إلى انتكاسات متتالية سياسية وعسكرية، أعادت ترميم قوة النظام المتهاوي من خلال دخول حزب الله الطائفي ذي الولاء الإيراني حلبة الصراع لمصلحة النظام، مقابل انقطاع الدعم الشحيح أصلاً للجيش الحر. وأصبح هذا الأخير يتآكل لمصلحة قوى التطرف الجهادية التي تدفقت إلى سوريا وصولاً إلى إعلان دولتها الإسلامية على أراض شاسعة في العراق وسوريا. كما ضعف التأثير الهزيل أصلاً للمعارضة السياسية على مجريات الأمور بفعل التجاذبات الاقليمية داخل بنيتها.
اليوم، يبدو المشهد السوري على عتبة تغيرات كبيرة لم تخف علاماتها على جميع المراقبين. إقليمياً، تم طي صفحة الخلاف بين السعودية والإمارات من جهة، وقطر وتركيا من جهة أخرى، وتشكل محور جديد متماسك لداعمي الثورة السورية من السعودية وقطر وتركيا، يعمل بأجندة موحدة، وقادر على إطلاق مبادرات هجومية رأينا بدايتها مع «عاصفة الحزم» في اليمن لكسر شوكة تحالف الحوثي – صالح المدعوم إيرانياً. وميدانياً، رأينا هزائم قوات النظام الكيماوي المتتالية في شمال البلاد وجنوبها، إضافة إلى اهتراء بنيته الأمنية من خلال تصفيات داخلية، كما في حالة رستم غزالة، وعاد البحث عن مبادرات سياسية في المحافل الاقليمية والدولية، من مؤتمرات موسكو إلى مشاورات جنيف بإدارة المبعوث الأممي دي ميستورا إلى مشاورات بعض المعارضة في القاهرة.
واليوم، تأتي دعوة المعارضة السورية إلى الاجتماع في الرياض، على لسان أمير قطر، للتباحث حول «مرحلة ما بعد الأسد» إيذاناً بتبدل نوعي في تناول المسألة السورية. فهذا يعني أن مرحلة التردد والاستنقاع والتجاذبات الداخلية بين حلفاء الثورة قد انتهت، وبدأت مرحلة فرض الحل السياسي على النظام بالقوة. وهو حل يبدأ بترحيل رأس النظام على الأقل شرطاً للتفاوض على هيئة الحكم الانتقالية وفقاً لوثيقة جنيف 1. الخيبات المتلاحقة علمت السوريين ألا يفرحوا قبل الأوان. لنرى ما ستأتي به الأسابيع المقبلة التي تبدو حاسمة.

٭ كاتب سوري

بكر صدقي

القدس العربي

التدوينة هل الثالثة ثابتة؟ ظهرت أولاً على المرصد السورى لحقوق الإنسان.

تحديث عقيدة أوباما: لا عزاء لـ«الحلفاء السُنّة»!


خلال حديثه المتلفز الأخير مع توماس فريدمان، المعلّق في صحيفة «نيويورك تايمز»، استخدم الرئيس الأمريكي باراك أوباما صفة «السُنّة» مراراً؛ فتحدّث عن «العرب السنّة»، و»الحلفاء السنّة»، و»الشباب السُنّة». ولأنه سعى إلى تبيان الحال الراهنة لعقيدته، في ضوء التوصل إلى اتفاق إطار حول برنامج إيران النووي ـ على غرار ما فعل، في آب (أغسطس) السنة الماضية، حين استدعى فريدمان ذاته، لإيضاح موقف العقيدة من صعود «داعش ـ فإنّ من المشروع افتراض إدراج هذا العنصر الجديد، صفة «السُنّة»، على العقيدة إياها، الآن إذ يوشك عمرها الزمني على بلوغ السنة السابعة.
عنصر ثانٍ ملازم يقتضي، من باب المنطق البسيط، افتراض وجود مقابل «شيعي» للعنصر السنّي، في ذهن أوباما؛ خاصة حين يشير إلى الأخطار التي يمكن أن يتعرّض لها «الحلفاء السنّة»، ليس من جانب سنّة آخرين استطراداً، بل من إيران تحديداً (زعيمة الصفّ الشيعي، في يقين الرئيس الأمريكي؟).
ورغم التوبيخ الضمني للحلفاء هؤلاء، الذي انطوى عليه التلميح إلى الأخطار الأخرى الناجمة عن «التحديات السياسية الداخلية»، وخاصة «السخط» الذي يكتنف أوساط الشباب؛ فإنّ أوباما تكهن على الفور بأنه سوف يجري «حواراً صعباً» مع الحلفاء السنّة، في الخليج تحديداً، حول طبيعة ما وعد به من «دعم أمريكي قوي ضدّ الأعداء الخارجيين».
هذا الانزياح نحو اعتناق صفة «السُنّة» يمثّل انحطاطاً جديداً في مفاهيم «العقيدة»، أو ما تبقى منها في الواقع؛ لأنه يبداً من ترقية المذهب الديني إلى مصافّ الجيو ـ سياسة، ويختزل مضامين الصراعات المركبة، السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتاريخية، بما يتقاطع فيها وحولها من شبكات المصالح، إلى تصنيفات ومسميات غائمة، وعائمة متحركة. ويصعب على المرء أن يخمّن هوية ذلك المستشار الأريب الذي اقترح على أوباما استخدام صفة «السنّة» في تشخيص صراعات المنطقة، أو بالأحرى ليس ثمة ضرورة لتخمين كهذا ما دام الانحطاط المضطرد هو سمة ثابتة في العقيدة هذه، ربما منذ إطلاقها خلال الأسابيع الأبكر من حملة أوباما الرئاسية الأولى.
هل ينهل هذا المستشار من نبع الاستشراق، الضحل والجاهل والقاصر، الذي نهل منه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف؛ حين صرّح، قبل ثلاث سنوات، أنه «فى حال انهار النظام القائم في سورية، فسيغري هذا بعض بلدان المنطقة لإقامة نظام سنّي في البلد»؛ وأنّ هذا المآل سوف «يؤثر على مصير المسيحيين والأكراد والعلويين والدروز، وهو الأمر الذى قد يمتدّ إلى لبنان والعراق»؟ ليس بالضرورة، طبعاً، لأنّ مستشار أوباما، مثل وزير خارجية روسيا، لا ينظر إلى حال البشر على الأرض وفي واقع الحياة اليومي؛ ولا يتبصّر في المعنى خلف اللفظ، وفي المحتوى أسوة بالشكل، بقدر ما يقفز إلى خلاصات تصنيفية قاصرة، يجري توارثها كابراً عن كابر، وتُستخرج من ثلاجة المصطلح جاهزة للتسخين!
وفي كلّ حال، حين تكون عناصر كهذه هي «الجديد» الطارىء على عقيدة أوباما، فليس ثمة جديد في الواقع؛ أو هو، في معنى آخر، مجرّد تحديث لمبادئ سابقة ناظمة، اتضحت معالمها في السياسات الخارجية والدفاعية والأمنية، منذ الولاية الأولى.
ومن حيث اعتماد هذا الطراز من التحديث، كان أوباما ـ قبل ثلاث سنوات، خلال مؤتمر صحافي مع ليون بانيتا، وزير دفاعه آنذاك ـ قد خطا خطوة كبرى حاسمة (اعتبرها الكثيرون مجازفة، ورأى عتاة الجمهوريين أنها تهوّر غير محسوب)، باتجاه إسقاط ستراتيجية البنتاغون الكلاسيكية؛ التي ظلت مركزية وسارية المفعول، منذ اعتمادها خلال عقود الحرب الباردة: أن يكون الجيش الأمريكي مستعداً لخوض حربَيْن إقليميتين في آن معاً.
سياسة التقشف فعلت فعلها، بادئ ذي بدء، وكانت التخفيضات في ميزانية وزارة الدفاع تخضع لمقتضيات الاقتصاد، قبل السياسة والدفاع والأمن والعقائد والستراتيجيات، خاصة وأنّ ولايتَيْ جورج بوش الابن شهدت تضخماً غير مسبوق في أرقام تلك الميزانية.
عنصر آخر أوضحه أوباما، آنذاك، وتمثّل في هذه الثنائية التي تكاد أن تختصر «العقيدة» بأسرها، وتُراجع مفهوم «الحملة على الإرهاب» كما استقرّ خلال العقد الأخير، وبعد هزّة 11/9 بصفة خاصة.
أوّلاً: «بقدر ما نتطلع إلى ما بعد العراق وأفغانستان ـ وإنهاء بناء الأمم المترافق مع ترك آثار أقدام عسكرية هائلة، فإننا سنكون قادرين على ضمان أمننا عن طريق قوّات تقليدية برّية أقلّ»؛ وثانياً: «سوف نواصل الاستثمار في الإمكانات التي سنحتاجها في المستقبل، بما في ذلك الاستخبارات، والرصد والاستطلاع، ومناهضة الإرهاب، ومجابهة أسلحة الدمار الشامل». والناظم، خلف هذين العنصرين، هو «إيضاح مصالحنا الستراتيجية في عالم متسارع التغيّر، وهداية أولوياتنا الدفاعية والإنفاقية في العقد القادم».
وفي خريف 2009، عندما ألقى أوّل خطبة له أمام اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، أشار أوباما إلى أولويات أربع سوف تهتمّ بها إدارته (الحدّ من التسلّح النووي، سلام الشرق الأوسط، التغيّر المناخي، ومعالجة الفقر في البلدان النامية)؛ فكانت هذه عناصر عقيدة قديمة العهد، معادة، مكرورة، شهد هذا المنبر النطق بها على لسان رئيس أمريكي تلو آخر، مع تنويعات في الصياغة الخطابية وحدها، وبراعة أو رداءة الأداء الخطابي عند رونالد ريغان، أو جورج بوش الأب، أو بيل كلنتون، أو جورج بوش الأبن، أو أوباما نفسه… وحين ألقى خطبة استلام جائزة نوبل للسلام، خريف 2009، انتهى فحوى «العقيدة» إلى خلاصات أبسط، مثل هذه مثلاً: الحرب ضرورية من أجل السلام، وثمة حروب عادلة من الطراز الذي تخوضه بلدي في أفغانستان وفي العراق؛ وإني، وإنْ شاركت أمثال نلسون مانديلا ومارتن لوثر كنغ وآنغ سان سو كي في حمل جائزتكم الرفيعة، لآتٍ بالسلام عن طريق الحرب وحدها، حتى إشعار آخر؛ وما كنتم ستمنحوني الجائزة هذه لولا أنني رئيس القوّة الكونية الأعظم، القائد الأعلى لجيوشها الجرّارة التي تنتشر في مشارق الأرض ومغاربها، وآمِر حربها وسلامها… ولم تكن قد أزفت، بعد، أطوار مباركة البربرية الإسرائيلية في غزّة؛ واصطياد الخصوم بطائرات من دون طيار، في اليمن والصومال والباكستان وأفغانستان؛ وقصف البشر كيفما اتفق، في العراق وسوريا، تحت لافتة محاربة «داعش».
وفي مواقف عقيدة أوباما إزاء «الربيع العربي»، لم تكن خافية طبيعة التحركات التي قام بها مبعوثون للبيت الأبيض، من أمثال وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون، ووزير الدفاع روبرت غيتس، ورئيس أركان القوات المسلحة الأدميرال مايكل مولن، ومساعد وزيرة الخارجية جيفري فلتمان، والسفير روبرت فورد… وهؤلاء لعبوا، في تونس ومصر واليمن والبحرين والسعودية بصفة خاصة، ثمّ في سوريا بعدئذ، سلسلة أدوار مباشرة لم تكن تهدف البتة إلى الوقوف على الحياد إزاء الإنتفاضات المشتعلة، فكيف بمساندتها. كلّ هذا قبل أن يختار النظام السوري، بمساندة وإقرار من موسكو وطهران، العنف الأقصى، والأسلحة كافة، لكسر الحراك الشعبي؛ على مرأى ومسمع أوباما، صاحب «الخطّ الاحمر» الكيميائي الشهير.
«تسأل عن عقيدة أوباما. العقيدة هي التالية: سوف ننخرط، ولكننا نحتفظ بكلّ إمكانياتنا»، يقول الرئيس الأمريكي، في حواره مع فريدمان. لكنها، في رأي هننغر، عقيدة تحويل حكمة تيدي روزفلت (تحدّثْ بنعومة، واحمل عصا ضخمة)، بحيث تصبح هكذا: تحدّثْ بنعومة، وتظاهر بأنك تحمل عصا ضخمة، لا يكون في نيّتك استخدامها! وبين هذه وتلك، أو سواها، لا عزاء لـ«الحلفاء السًنّة»… حتى يشاء الله!

٭ كاتب وباحث سوري يقيم في باريس

صبحي حديدي

القدس العربي

 

التدوينة تحديث عقيدة أوباما: لا عزاء لـ«الحلفاء السُنّة»! ظهرت أولاً على المرصد السورى لحقوق الإنسان.

مأساة المعارضة السورية «الأليفة» في موسكو


يطرح لقاء موسكو لـ«بعض المعارضة» السورية مع «بعض النظام» مآزق عديدة تسائل مغزاه والمطلوب منه في ظلّ علوّ كفّة النظام المستدفئ تحت المظلة الروسية الراعية للمفاوضات، مقارنة بضعف تلك المعارضة من حيث وزنها السياسي أو مصداقيتها أو تأثيرها على مجريات الواقع السوري، كما تسائل قدرة المشاركين فيه على تمثيل من يدّعون تمثيلهم وبالتالي إمكانية اتخاذهم قرارات من أي نوع كان.
عدم التوازن أدّى بالضرورة إلى سير هذا اللقاء باتجاه واحد: مناشدات ومطالبات وبيانات من طرف «المعارضة»، يقابله استهزاء واستعراض وعجرفة من طرف النظام.
كان اللقاء مناسبة أيضاً لمساءلة الفكرة الخرافية التي لا تكفّ أنظمة ومؤسسات دولية وقوى كبيرة وصغيرة و«بين بين» عن ترديدها حول ضرورة «الحلّ السياسي» عبر المفاوضات بين متحاربين، فتحضر في الذهن مباشرة إسرائيل المدججة بالأسلحة النووية والتقنيات العالية والمال والنفوذ الخارجيّ الرهيب وهي تلحّ في مطالبة الفلسطينيين المستوطنة أراضيهم والمحتلة سيادتهم والمحجور على أموالهم ومطاراتهم وموانئهم بـ«الحوار» والمفاوضات للوصول إلى حل سياسي.
ويمكن دون كبير عناء اعتبار النظام السوري من أكثر الجهات في العالم استنكاراً لأي حلّ «سياسي» لا يقوم على الإبادة النهائية للخصم وخضوعه غير المشروط للعسف والقمع والاضطهاد، ولذلك فإن ممارسته «المفاوضات»، كما رأيناها في جنيف 1 و2، وكذلك في موسكو 1 و2 لا تخرج عن إطار تكرار بنود الاستسلام غير المشروط على مفاوضيها من الطرف الآخر.
المشاركون في موسكو مثّلوا طيفاً يضمً أفراداً من «المعارضة الأليفة» مثل «الجبهة الوطنية للتغيير» التي يرأسها رجل الأعمال الكرديّ قدري جميل (الذي شغل في حكومة النظام السابقة منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية) والذي لا يمكن معرفة إلى أي طرف هو أقرب: النظام أم موسكو؛ مروراً بأصحاب «المنزلة بين المنزلتين» مثل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (ممثل حزب العمال الكردستاني التركي في سوريا)، والذي قام ممثل النظام بشار الجعفري نفسه، بتقديم وثائق تثبت استلامه أسلحة وأموالاً من النظام؛ وصولاً إلى جهات أكثر ابتعاداً عن النظام ولكنّها تشكو من الشيخوخة و«ترقق العظام» السياسية وقلّة الحيلة والوزن على الأرض، كهيئة التنسيق الوطنية، إضافة إلى مستقلة تملك مصداقيات إعلامية أو مدنية، وهي من «البراءة» لدرجة التعبير عن رغبتها في نقل الحالة الفيزيائية لجبل النظام من حالة الصلابة إلى الليونة، من خلال «إقناعه» مثلاً بإطلاق معتقلين أو تسهيل ظروف سوريين محتاجين لتجديد جوازاتهم، أو ما يشبه ذلك من مطالب اعتقدوا أنها سهلة وممكنة التطبيق، وليس مطالب «تعجيزية» مثل إعادة ملايين النازحين أو وقف قصف المدن والقرى بالبراميل المتفجرة.
وكانت النتيجة أن رئيس وفد النظام، الذي تباهى بصورة يظهر فيها بزيّ عسكري، لم يقبل حتى استلام قائمة بأسماء 8884 معتقلا أو مفقوداً، رغم أن الطلب كان ليس إطلاقهم بل «كشف مصيرهم»!
أحد أعضاء وفد المعارضة قال إن «الجعفري أهانه في الوقت الذي كان فيه يتحدث معه بأدب، مخاطبا إياه بسيادة السفير، مبينا أنه حريص في كلامه دوما على ضرورة الحفاظ على الدولة والجيش السوري، والبحث عن آليات حتى الوصول إلى يوم يكافحون فيه تنظيم داعش سوية»، مشددا أنه «توقع أن يكون الجعفري أكثر تهذيبا».
وخلص عضو الوفد في حديثه إلى أنه «في حال لم يخرجوا بهذا الاجتماع – ولو بآلية زمنية – باتفاق على موضوع أو اثنين، فما جدوى اللقاء؟»، على حد وصفه.
والخلاصة أن المعارض المحترم توقّع بعض التهذيب مقابل تضامنه مع سرديّة النظام حول «الحفاظ على الدولة والجيش» و«محاربة داعش»، ولكنّ ردّ النظام كان الإهانة والغطرسة والسخرية منه.
إضافة إلى أن اللقاء كان فرصة جديدة للنظام لممارسة السخرية من فكرة معارضته عموماً وللإيقاع بين معارضيه، فقد كان مناسبة للراعي الروسي للتصريح أن المعارضة السورية والغرب صارا أكثر استعدادا لإجراء محادثات مع الأسد.
لقد كسبنا معارضة سورية مهذبة وخسرنا كل شيء آخر!

رأي القدس

 

التدوينة مأساة المعارضة السورية «الأليفة» في موسكو ظهرت أولاً على المرصد السورى لحقوق الإنسان.