وكالة اخبار بلاد الشام

الصفحة الرئيسية » 2015 at 08:47AM

Category Archives: 2015 at 08:47AM

نحن والألمان


 الصورة المؤثّرة جدّاً للطفل ألان كردي فعلت فعلها، لا سيّما في… ألمانيا: فالعام لن ينتهي إلاّ وقد استقبلت 800 ألف لاجئ. وألمانيا، وفقاً لسيغمر غابرييل، نائب المستشارة، ستستقبل سنويّاً، ولسنوات عدّة، 500 ألف.

لقد انحازت مركل إلى خيار أخلاقيّ تدعمه أدبيّات الاتّحاد الأوروبيّ حول اللجوء، ونصوص يحتوي عليها الدستور الألمانيّ نفسه. بهذا فإنّها، بين أشياء أخرى، دافعت عن شرف العولمة التي أُخذ على تأويلها النيوليبراليّ تشجيعه انتقال السلع والرساميل وحيلولته دون انتقال البشر.

لكنّ الخيار هذا تواجهه تحدّيات ضخمة: فحتّى حليف المستشارة مركل، «الاتّحاد المسيحيّ الاجتماعيّ» البافاريّ، مستاء. وهي بسياستها الجديدة، في بلدها وفي أوروبا، تغامر بمستقبلها ومستقبل حزبها السياسيّين. ولئن واجهتها كتلة عنصريّة في ألمانيا نفسها، خصوصاً في الشرق ذي التقليد الديموقراطيّ الأضعف، فإنّ أنظمة أوروبا الوسطى والشرقيّة، لا سيّما منها الهنغاريّة، ليست أقلّ فجوراً.

ثمّ إنّ أوروبا لا تزال تتخبّط بأزمتها الماليّة، وتجربة اليونان تضيء التخبّط هذا. ومثلما تنتصب في وجه مركل الحجّة الاقتصاديّة المباشرة، تنتصب في وجهها حجج الواقعيّة الدولتيّة العاديّة، ومنها أنّ الحكومات تضع خططها وتخلق فرص العمل تبعاً لسوق وطنيّة بعينها، ولهذا تتقدّم الإحصاءات أيّة خطّة رسميّة، أو أنّ الحدود الصلبة شرط لا غنى عنه لاستقرار تهدّده سيولة الحدود. وتهبّ أيضاً حجج المشكّكين بالقدرة على الدمج، والمدافعين عن نسبة محدودة من المدموجين. وهناك حجج القائلين بالتحدّي الأمنيّ، وهو كتحدّي الدمج، يجد براهينه في صعود «داعش». ونعرف أنّ «رُهاب الإسلام» هو اليوم مرض أوروبا الذي كانته اللاساميّة.

لكنْ في مواجهة هذه التحدّيات الصلبة، يسند الرأي العامّ الألمانيّ مركل، ليس فقط بسبب الصورة الأخيرة، بل أيضاً بسبب صور أقدم عهداً تختزنها الذاكرة الجمعيّة. ذاك أنّ القطارات التي حملت اللاجئين السوريّين في رحلتهم الملحميّة تُحيل إلى قطارات لا تُنسى في تجربة اليهود المُرحّلين إلى المحارق. ولئن استثمر الألمان الكثير لتعليم أجيالهم ما يحول دون تكرار المحرقة، فقد قضت الظروف المأسويّة أن يستفيد عرب من هذا الاستثمار انطلاقاً من مأساة اليهود.

وإلى ذلك يعمل الشعور بالذنب، ليس في ألمانيا فحسب، بل في عموم البلدان الغربيّة التي كفّت عن استقبال اليهود الألمان منذ 1938. والسياسة هذه إنّما استمرّت إلى ما بعد الحرب الثانية، فبين 1941 و1945، لم تفتح الولايات المتّحدة أبوابها إلاّ لـ21 ألف لاجئ من أصل 210 آلاف. أمّا الأوروبيّون المنتصرون فأبقوا الناجين في «مخيّمات لاجئين» في المناطق الألمانيّة والنمسويّة التي احتلّوها. ولربّما بسياسات أخرى كان ممكناً تفادي المحرقة، ثمّ تفادي قيام إسرائيل. أمّا أن تطمح ألمانيا إلى عنصر شابّ تفتقر إليه، فهل هذا مأخذ على حكومة معنيّة ببلدها واقتصاده، تحاول التوفيق بين الأخلاق والمصالح، وهل كان الأفضل ألّا تحتاج ألمانيا إلى هذا العنصر بما يزيد ضغوط الضاغطين لإغلاق الأبواب؟

ما من شكّ أنّ ما فعله الألمان لا يُعفي حكومة مركل من مآخذ كثيرة، بما فيها الموقف من بقاء الأسد في السلطة. لكنّ الأمرين يخضعان لاعتبارات مختلفة، أهمّها أنّ الرأي العامّ الذي يؤيّد استقبال المهاجرين لا يؤيّد، للأسف، ما يعتبره تورّطاً في سورية. وهكذا يُستحسن الاستفادة من المتوافر، والضغط، إن أمكن، لتوفير غير المتوافر. ثمّ هناك مواقف دول كثيرة، بلا رأي عامّ، تؤيّد إطاحة الأسد ولا تؤيّد استقبال اللاجئين. فأيّ الموقفين أفضل؟

لقد وجدنا أنفسنا أمام أصوات لا تستبعد المقارنات الواقعيّة فحسب، بل تذهب دوماً إلى المقارنة بطوبى ليست على هذه الأرض. كما وجدنا أنفسنا أمام استسهال شتم «الغرب»، لأنّ الإقرار بالواقع يُحرج خطاباً تاريخيّاً متمكّناً يجمع بين الحاكم والمحكوم. وطبعاً، وكالعادة، وُجد من يستسهل شتم أنفسنا مردّداً ما يقوله العنصريّون الغربيّون. لكنْ لم يُجبنا أيّ من هؤلاء باقتراح عمليّ حيال المأساة الرهيبة؟

حازم صاغية 

المصدر : الحياة

التدوينة نحن والألمان ظهرت أولاً على المرصد السورى لحقوق الإنسان.

http://ift.tt/1p5TKH4 http://bit.ly/1u5UN6y

اللاجئون كارثة انسانية بأسباب سياسية


من المؤكد ان مشهد الجسد الهامد للطفل إيلان الكردي على الساحل التركي ليس الابشع بين مشاهد الموت اليومية في عالمنا العربي والإسلامي، ولكنه مؤشر لما آلت اليه اوضاع الشعوب في ظل انظمة القمع والاستبداد وقوى التطرف والإرهاب. ولولا ذلك لما فقد عبد الله الكردي ولديه وزوجته غرقى في ظلمة الليل في بحر ناء عن مسقط رأسهم. وكما كان مشهد الطفلة الفيتنامية التي تهرب هلعا من قنابل النابالم الأمريكية في هانوي محركا للتظاهرات والاحتجاجات المناوئة لتك الحرب، ومشهد الطفل محمد الدرة مقتولا مع والده صاعقا فجر مشاعر غضب ذوي الضمائر في هذا العالم، فكذلك كان الجسد الناعم الصغير على ساحل البحر التركي سببا لمشاعر العطف والشفقة على مصير هؤلاء البشر الذين تشتتوا في الاصقاع بحثا عن مأوى.
القصة ليست جديدة، بل تتجدد فصولها بين الحين والآخر. هذا التجدد يؤكد استمرار الازمة السياسية والاخلاقية في عالم اليوم، ويكشف المزيد من النفاق السياسي الذي يعشش في عالم السياسة ودهاليز السلطة. فظاهرة اللجوء إلى الغرب، خصوصا أوروبا، ليست جديدة، بل ان تدفق اللاجئين ظاهرة مضى عليها اكثر من اربعين عاما، حتى اصبحت في الثمانينات مثيرة لجدل واسع في الاوساط السياسية والنخبوية الغربية، وبرزت أسماء معارضة لاستقبال اللاجئين في العواصم الاوروبية. ففي فرنسا ارتبط اسم جان ماري لوبان، زعيم الجبهة الوطنية، بالعنصرية ورفض اللاجئين. وفي بريطانيا كان اينوخ باول رمزا قويا في اوساط حزب المحافظين، لرفض اللاجئين والتحذير من فتح الابواب لهم. وكثيرا ما ارتبطت ظاهرة رفض اللاجئين بالعنصرية واليمين المتطرف. ولا يمكن فصلها عما جرى قبيل الحرب العالمية الثانية عندما استهدف اليهود في المانيا وتمت تصفية اكثر من مليونين منهم. وظاهرة رفض اللاجئين تتخذ احيانا وجوها اخرى. فالإسلاموفوبيا، اي التخويف من الإسلام، تصاعدت في الاعوام الاخيرة، خصوصا بعد انتشار مجموعات التطرف والإرهاب مثل داعش. ولا تنفصل الإسلاموفوبيا عن ظاهرة «التنميط» التي كانت سائدة قبل تنامي الصحوة الإسلامية، حيث كانت صورة العربي ترتبط بالجمل تارة والزواج من الاربع تارة اخرى. وتواصل ذلك التنميط حتى اصبح العربي او المسلم يعني في الوجدان الشعبي الغربي التطرف والعنف والإرهاب. وكثيرا ما اثيرت الضجة ضد الوجود العربي ـ الإسلامي في اوروبا. وتواصل ذلك حتى الآن. ولا بد هنا من الاشارة إلى اصرار رئيس وزراء المجر (هنغاريا)، فيكتور اوربان على رفض المسلمين بقوله: اعتقد ان لنا الحق ان نقرر باننا لا نريد عددا كبيرا من المسلمين في بلدنا».
ان من الخطأ النظر إلى الضجة المثارة حالية في عواصم الاتحاد الاوروبي بانفصال عن الاوضاع السياسية بمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا على وجه الخصوص. فما من حرب إلا وينجم عنها لاجئون. هذا ما حدث في الحرب العالمية الثانية التي كان من نتائجها الكارثية احتلال فلسطين لإسكان اليهود الذين اضطهدتهم اوروبا وفرضت على العرب دفع ثمن ذلك الاضطهاد. ولا تغيب عن الذاكرة مشاهد «بشر القوارب» الفيتناميين الذين كانوا يبحثون عن ملجأ بعد نهاية الحرب الفيتنامية في 1975. وقد بلغ عددهم 800 شخص خلال العشرين عاما اللاحقة، قضى اغلبهم شهورا على ظهور القوارب التي تمخر بهم البحار والمحيطات بحثا عن ملجأ في دول جنوب شرق آسيا، تعرضوا خلالها للغرق والعواصف والجوع والعطش. اليوم تبدو ألمانيا الاكثر اهتماما بقضية اللاجئين، فتبادر رئيسة وزرائها، انغيلا ميركل، لفتح حدودها لهم، وهو تطور لا يفهم الكثيرون دوافعه. هذه القضية اصبحت تمثل ازمة لاوروبا، وتهدد سياسة الحدود المفتوحة في ما بين دول الاتحاد الاوروبي، في الوقت الذي تتباين فيه المشاعر إزاء الوجود الإسلامي المتنامي في هذه الدول. ثمة تساؤلات كبرى تطرح في هذا الجو المفعم بالتعاطف مع آلاف اللاجئين الباحثين عن مأوى هربا من جحيم الانظمة والمجموعات الإرهابية على حد السواء. لماذا يغامر الرجال مثل عبد الله الكردي باعز ما يملكون وهم يسمعون قصصا كثيرة لمن فقد حياته وهو يقطع المسافات بحثا عن ملجأ؟ فقاع البحر الأبيض المتوسط احتضن جثث الآلاف من الذين غامروا بحثا عن مكان يقيهم الموت المحتوم في بلدانهم؟ لماذا تخلت الدول التي تظاهرت بدعم قضيتهم عن توفير مأوى مناسب للفارين من الجحيم؟ لماذا قفزت فجأة قضية اللاجئين إلى صدارة الاخبار في اوروبا؟ أهي ظاهرة جديدة؟ ام هناك اهداف غير معلنة وراء ذلك؟ أوليس الغرب مسؤولا عن جانب كبير مما يحدث في البلدان العربية خصوصا في السنوات الاربع الاخيرة بعد قمع ثورات الربيع العربي؟ هل ان احتضان بضعة آلاف من اللاجئين هذه المرة سينهي ظاهرة اللجوء؟ أليس هناك ضرورة للتصدي لاسباب الظاهرة ومن ذلك احداث تغيير جوهري في نوعية الحياة السياسية التي تعيشها الشعوب العربية في ظل الاستبداد؟ أوليس الاستبداد، بعمومه، مسؤولا عن تداعي الأمن والاستقرار في المنطقة؟ وماذا عن الاحتلال؟ أليس ذلك سببا آخر للاحتقان والشعور باليأس والاحباط لدى قطاعات واسعة من ارباب العائلات الذين يسعون لضمان مستقبل آمن ومثمر لذويهم؟ فأهل غزة يعيشون في العراء منذ ان دمر الاسرائيليون منازلهم قبل اكثر من عام، وفشل العالم في توفير دعم يمكنهم من اعادة بنائها. أين الازمة؟ كيف يمكن فهمها؟ وإلى أين سيؤول مصيرها؟
على مدى السنوات الاربع الماضية كان الوضع السوري يمثل تحديا من نوع او آخر. في البداية كان نظام بشار الاسد يعتبر المشكلة الاساس بسبب ديكتاتوريته من جهة، وارتباطه بإيران والمقاومة من جهة اخرى. ثم ظهرت مشكلة داعش فاصبح الشام يمثل مصدرا لتهديد الأمن الاقليمي والاوروبي، حيث تدفق آلاف الشباب من اوروبا للالتحاق بصفوف داعش، الامر الذي ستكون له تبعات لاحقة على الأمن الاوروبي. واليوم تصبح سوريا مصدرا لمشكلة انسانية تتمثل بطوفان اللاجئين الهاربين من جحيم الحرب السورية التي قتل فيها حتى الآن اكثر من ربع مليون انسان، وادت لنزوح اكثر من 11 مليونا من منازلهم، منهم اكثر من اربعة ملايين خارج البلاد، وسبعة ملايين ونصف داخلها. ويعيش أقل من مليونين في تركيا، بينما توزع الباقون على الاردن ولبنان ومصر والعراق. والازمة مرشحة للتصاعد مع استمرار الحرب التي تزداد تعقيدا بمرور الوقت. ومن المؤكد ان صعود تنظيم داعش ساهم في تعقيد الامور وساهم في زيادة اعداد اللاجئين. فالعيش تحت حكم المجموعات المتطرفة لا يطاق. فقد شهد العراق نزوحا جماعيا من الموصل وتكريت والانبار، بعد سيطرة داعش عليها، فاحتضنهم اخوتهم في الوطن في بغداد والمدن الاخرى. بينما السوريون الهاربون من المناطق التي تسيطر عليها داعش او النصرة يتجهون للخارج. والمطلوب ان يتم التعاطي مع القضية بمنهجية واصرار على منع ظاهرة النزوح الجماعي. فهذه الظاهرة لم تتوقف في السنوات الاخيرة مع استفحال ظاهرة الاستبداد والحرب والتطرف والإرهاب. واليمن مرشح لأن يكون مثل سوريا، كمصدر للاجئين، ما لم يتبلور موقف دولي بشكل سريع لوقف الحرب والعمل لتحقيق حل سياسي تشارك فيه الاطراف جميعا. ولا يمكن ان يساهم التردد الغربي ازاء الازمات المستفحلة في سوريا والعراق وليبيا واليمن والمصر والبحرين، في تحجيم ظاهرة النزوح التي تدفع الكثيرين لطلب اللجوء في الغرب. فلكي يحدث ذلك مطلوب من الغربيين اعادة نظرهم في قضايا عديدة اهمها: اولا: الديمقراطية المغيبة عن المنطقة، والاستعداد للتعامل مع انظمة منتخبة من قبل شعوبها عبر المؤسسات الديمقراطية. ثانيا: التوقف عن دعم الاستبداد، وتشجيع التحول الديمقراطي واحترام حقوق الانسان، ثالثا: انتهاج سياسات انسانية تقلص ظاهرة الجشع والاستغلال التي تدفع الغربيين للتحاف مع الشيطان لجذب الاموال، والوفاء للقيم الديمقراطية والمواثيق الدولية. رابعا: عدم الاكتفاء بالتصدي للظواهر المرضية، بل محاولة استئصال المرض لمنع انتشاره.

❊٭ كاتب وصحافي بحريني يقيم في لندن

د. سعيد الشهابي

القدس العربي 

التدوينة اللاجئون كارثة انسانية بأسباب سياسية ظهرت أولاً على المرصد السورى لحقوق الإنسان.

http://ift.tt/1p5TKH4 http://bit.ly/1u5UN6y

فرنسا تحتل المركز الأول في تصدير للمتطرفين إلى سوريا والعراق


ثمة رقم قياسي لم تكن فرنسا حقيقة راغبة بالتميز به، وهو عدد «المتطرفين» الفرنسيين الذين يلتحقون شهريا بالجماعات المتطرفة في سوريا والعراق، وتحديدا «داعش» وجبهة النصرة. ذلك أن فرنسا تحتل المرتبة الأولى بين الدول الغربية «المصدرة» للمتطرفين إلى سوريا والعراق، إذ يبلغ عدد مواطنيها أو المقيمين على أراضيها الذين التحقوا بالتنظيمات الجهادية في وقت أو آخر، بحسب تقرير صادر عن المديرية العامة للأمن الخارجي (المخابرات الخارجية) 1462 شخصا، نحو النصف منهم موجودون حاليا ما بين سوريا والعراق. وإذا كانت الأمم المتحدة تقدر عدد الأجانب (أي غير السوريين والعراقيين) الذين يقاتلون تحت لواء التنظيمات الجهادية بـ25 ألف شخص، فإن فرنسا تأتي في المجموعة الأولى، إلى جانب روسيا، والمغرب وتونس متقدمة بذلك على كل البلدان الأوروبية ليس في النسبة ولكن في العدد.
بيد أن خوف السلطات الفرنسية التي تحذر دائما من عودة هؤلاء المقاتلين إلى الأراضي الفرنسية ومما قد يرتكبونه من أعمال إرهابية ومن الخبرات التفجيرية والقتالية التي اكتسبوها ميدانيا، ليس محصورا بهذه الفئة من الأشخاص بل إنه يتناول أيضًا الذين تبنوا الفكر المتطرف أو الذين يتعاطفون مع التنظيمات المتشددة أو بدت منهم بعض المؤشرات التي تدل على ذلك.
وبحسب إحصائيات وزارة الداخلية الفرنسية، فإن الأجهزة الأمنية تلقت، منذ أن وضعت بتصرف المواطنين أرقاما هاتفية محددة وخلية متخصصة، اتصالات تفيد بأن 3142 شخصا بدت عليهم ملامح التشدد والراديكالية، مما يعني دخولهم في دائرة المتشددين.
واللافت في إحصائيات الوزارة المعنية أن 35 في المائة من هؤلاء من الفتيات أو النساء وربعهم من القاصرين، وأن 40 في المائة من هؤلاء هم من الذين تركوا ديانتهم الأصلية واعتنقوا الإسلام. وفيما كانت المساجد والسجون في السابق الباب الرئيسي للدخول في الفكر الجهادي، تبين دراسة علمية أن 90 في المائة من الذين انجذبوا إلى الفكر المتطرف، إنما تأثروا بالدرجة الأولى بشبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. كما أن تسعة في المائة من هؤلاء قرنوا القول بالفعل، والتحقوا بالتنظيمات المتشددة في سوريا والعراق.
في عددها ليوم أمس، كتبت صحيفة «لو موند» واسعة الانتشار في صفحتها الأولى «جهادي فرنسي من أصل سبعة يموت في سوريا». وفي التفاصيل، أوردت الصحيفة أرقاما رسمية تبين أن 126 متطرفا فرنسيا أو مقيما على الأراضي الفرنسية قتلوا في سوريا «وحدها»، إما في المعارك أو في عمليات القصف أو في عمليات انتحارية. ومن بين «المتطرفات» البالغ عددهن 158 امرأة واحدة ماتت فقط منهن، فيما قتل خمسة أحداث من بين الـ16 قاصرا ذهبوا إلى سوريا للقتال. لكن القسم الأخير لا يعكس واقع وجود الأحداث إلا جزئيا، لأن عائلات كثيرة لا توجد بشأنها إحصائيات محددة.
وتبين الإحصائيات الرسمية المتوافرة أن عدد القتلى الفرنسيين قد زاد منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية يوليو (تموز) من 75 قتيلا إلى 126 قتيلا، أي بمعدل سبعة قتلى في الشهر. وهذه الزيادة مرتبطة بعاملين: ارتفاع عدد المتطرفين الفرنسيين محليا حيث بلغت الزيادة 210 أشخاص للفترة نفسها والمهمات الميدانية، بما فيها العمليات الانتحارية التي أخذت تعطى للجهاديين الفرنسيين ناهيك بالخسائر التي تصيب التنظيمات الجهادية، إن عبر القصف الجوي أو المعارك التي تتواجه فيها مع قوات النظام والميليشيات التابعة له أو فيما بينها. واللافت للنظر «وهو مصدر قلق حقيقي للمسؤولين الأمنيين الفرنسيين» أن المتطرفين الفرنسيين أو المقيمين على الأراضي الفرنسية قد نفذوا 11 عملية انتحارية أوقعت عشرات القتلى منها ثماني عمليات هذا العام. ولعب معتنقو الديانة الإسلامية حديثا دورا أساسيا فيها، إذ نفذوا منها خمس عمليات بينما نسبتهم من بين المقاتلين لا تزيد على الربع. ويقدر الجانب الأميركي عدد مقاتلي «داعش» الذي سقطوا في عمليات القصف الجوي منذ عام بـ10 آلاف شخص. وكان المئات من هذا التنظيم قد قتلوا في محاولة التنظيم الاستيلاء على كوباني (عين العرب)، وفي المعارك اللاحقة مع الأكراد في سوريا.
لا يقتصر دور المتطرفين على العمل الميداني بل يبدو أن إحدى مهماتهم التعامل مع الخلايا الجهادية الموجودة في فرنسا نفسها. وقد تشكل حالة المدعو سيد أحمد غلام، وهو طالب جزائري سعى في 19 أبريل (نيسان) الماضي للقيام بعمل إرهابي يستهدف كنيسة في ضاحية فيل جويف الباريسية أفضل مثال على دور الجهاديين الفرنسيين «عن بعد». ذلك أن تحقيقات الأجهزة الأمنية والقضاء أثبتت أن سيد أحمد غلام الذي وجدت في حوزته أسلحة حربية (رشاشات كلاشنيكوف ومسدسات) وسترات واقية من الرصاص كان ينفذ أوامر تأتيه من فرنسيين موجودين على الأراضي السورية. وبينت التحقيقات أن غلام ذهب إلى تركيا مرتين، وأن التعليمات كانت تصل إليه بواسطة الإنترنت بما في ذلك التعليمات الدقيقة الخاصة بانتقاء الأهداف والاستحواذ على الأسلحة والحصول على سيارة مسروقة وخلاف ذلك من الاستعدادات اللوجيستية والعملانية. وحالة غلام ليست فريدة من نوعها بل برزت من خلال التحقيقات الخاصة التي أجريت بخصوص عمليات إرهابية سابقة.
ويستغل المسؤولون الفرنسيون كل مناسبة للإشارة إلى أن الخطر الإرهابي ما زال مخيمًا على فرنسا رغم الاحتياطات الكثيرة والتدابير الأمنية والقوانين التي سنت لتداركه. ويعي المسؤولون أن النزول بهذه المخاطر إلى درجة الصفر أمر غير متوافر بسبب طبيعة التهديدات الإرهابية ووجود خلايا نائمة وما يسمى بـ«الذئاب المنفردة» التي تعمل من جانبها وبعيدا عن أي هرمية. ولذا، فإن السلطات تعول على أجزتها المخابراتية لتعطيل المحاولات الإرهابية، قدر الإمكان، قبل أن تتحول إلى اعتداءات تعيد الخوف إلى النفوس.

 

صحيفة الشرق الاوسط السعودية

التدوينة فرنسا تحتل المركز الأول في تصدير للمتطرفين إلى سوريا والعراق ظهرت أولاً على المرصد السورى لحقوق الإنسان.

http://ift.tt/1p5TKH4 http://bit.ly/1u5UN6y

أردوغان: لن نسمح بإنشاء دولة شمالي سوريا


قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ” لن نسمح أبدا بإنشاء دولة شمالي سوريا، على حدودنا الجنوبية، وسيستمر كفاحنا في هذا السبيل مهما كانت التكلفة”.

جاء ذلك في كلمة له خلال مشاركته، الجمعة، في حفل إفطار نظمه الهلال الأحمر التركي في مركز “الخليج” للمؤتمرات بمدينة إسطنبول.

وأوضح “أردوغان” في كلمته أن “النتائج على أرض الواقع تظهر قيام الأسد (رئيس النظام السوري) وتنظيم داعش، والتنظيم الإنفصالي ( في إشارة لحزب بي كا كا الإرهابي)، بالسير على نفس الخط.”

وهاجم الرئيس التركي، الجهات التي تحاول أن تضع اسم تركيا بجانب تنظيم إرهابي ( في إشارة إلى إدعاء وسائل إعلام بمساعدة تركيا لعناصر داعش خلال هجومها الأخير على عين العرب شمالي سوريا).

 واعتبر “أردوغان” تلك المحاولات “أكبر افتراء بحق تركيا وشعبها، مضيفاً ” بالطبع إن تركيا تقدم الدعم لنضال الحرية في سوريا، وتتعامل بحسن نية مع الشعب الذي يدافع عن حقوقه في العراق”.

وأكد أن بلاده “لا يمكن أن تكون في صف أي تنظيم إرهابي أياً كان، ولا في صف نظام الأسد الذي يمارس إرهاب دولة”.

وجدد “أردوغان” تأكيده على النية الحسنة والتضحيات التي بذلتها بلاده في خضم الأزمات في سوريا والعراق، لافتاً إلى “وجود جهات في الداخل والخارج (لم يسمها) تسعى وبكل إصرار إلى عكس صورة مخالفة لذلك”.

وأوضح أن “تركيا هي من قدمت يد المساعدة لسكان مدينة عين العرب (كوباني) شمالي سوريا، لدى هجوم داعش عليها، وأوصلت المساعدات إلى سكانها، رغم تهديدات ومعارضة التنظيم الإنفصالي (بي كاكا) لذلك”، معرباً عن رغبتهم في تقديم مزيد من المساعدات للسكان هناك.

وأفاد أن “محاولات الزج باسم تركيا إلى جانب التنظيم الإرهابي (داعش) ورائه نوايا خبيثة، رغم الحقائق الواضحة”، مستنكراً بشدة “جهود التنظيم الإرهابي والقوى الدولية، في تحويل المأساة الإنسانية التي تمر على المنطقة إلى فرصة من أجل الضغط على تركيا.”

وذكر أن جهود كافة الأطراف المعادية لتركيا تهدف إلى توجيه الرأي العام الداخلي، وشحنه ضد البلاد، موضحا أن تلك الأطراف تهدف من وراء ذلك إلى “تغيير التركيبة الديموغرافية للمنطقة من خلال إرغام تركيا على البقاء خارج الأحداث”.

وشدد “أردوغان” على استعدادهم للقيام بالتزاماتهم من أجل تحقيق الاستقرار في سوريا والعراق في أقرب وقت ممكن، داعياً من الله أن يشهد شهر رمضان انتهاء الاشتباكات والقتل والظلم في المنطقة، بحسب قوله.

وفي سياق آخر أشاد “أردوغان” بجهود وفعاليات الهلال الأحمر التركي، معربا عن فخرهم بامتلاك بلاده لهذه المؤسسة “التي وصلت أنشطتها إلى كافة أنحاء العالم من باكستان إلى الصومال ومن غزة حتى هايتي”.

وذكر الرئيس التركي أن الهلال الأحمر وإدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) وهيئة التعاون والتنسيق (تيكا) والمنظمات المدنية، تواصل أنشطتها الإغاثية يداً بيد، مضيفاً “إن علم الهلال الأحمر رفرف في أماكن لم يمتلك أحد شجاعة الذهاب إليها.

الاناضول

التدوينة أردوغان: لن نسمح بإنشاء دولة شمالي سوريا ظهرت أولاً على المرصد السورى لحقوق الإنسان.

http://ift.tt/1p5TKH4 http://bit.ly/1u5UN6y

خوفًا على الدروز.. أم على الأسد؟


لم تثر تصريحات السياسي اللبناني وئام وهاب التي حذر فيها من احتمال لجوء الدروز إلى إسرائيل لمواجهة الخطر التكفيري، حفيظة تذكر في أوساط الممانعة؛ لا إعلاميًا ولا سياسيًا.. فوهاب انبرى يصرخ ويهدد على الشاشات إثر إقدام «جبهة النصرة» على قتل 30 درزيًا في سوريا، شاهرًا الورقة الإسرائيلية علنًا: «الناس عندما تشعر بالخطر، فستذهب إلى الشيطان» عانيًا إسرائيل.
مر هذا الكلام مرور الكرام، تمامًا كما مر كلام رامي مخلوف، رجل الأعمال السوري المقرب من بشار الأسد، في بداية الثورة السورية حين قال إن أمن إسرائيل مهدد في حال لم يتم ضبط الحراك الشعبي في سوريا.. لم يعتبر كلام وهاب صادرًا عن «عميل»، تمامًا كما عومل كلام مخلوف حينها بقبول ورضا. في السنوات التي مرت بين الموقفين كثير من التلميح والتصريح الممانع الذي يشهر العداء لإسرائيل فيما هو في الحقيقة يضمر نيات أخرى.
وللحقيقة ظهر جليًا في الإعلام الاهتمام الإسرائيلي بالتطورات بشأن الوضع الدرزي في سوريا، وهو اهتمام جرى تسويقه بأنه قلق على مصير الدروز السوريين المرتبطين ارتباطًا وثيقًا بدروز إسرائيل. جرى الإعلان عن استعدادات عسكرية إسرائيلية وضبط للحدود في الجولان.
تابعنا حملة دعائية طرفاها إسرائيل والممانعة التي أسهبت عبر وسائل إعلامها أيضًا في تضخيم القلق من التكفيريين والتحذير من مجزرة قد تستهدف الدروز. وكأن الأمور عادت إلى نقطة الانطلاق قبل أربع سنوات؛ الاستقرار مرتبط ببقاء أنظمة قمعية تسلطية، ومصلحة إسرائيل تتلاقى مع مصلحة الممانعة في هذا.
لا شك في أن الانعطافة التي سببتها الحادثة الأخيرة بحق دروز سوريين قد أعادت طرح وضع الأقلية الدرزية الممتدة من سوريا إلى لبنان وإسرائيل والأردن؛ بحيث بدا أن ما تعرضت له مجموعة درزية في سوريا أصاب بشكل مباشر دروز لبنان ودروز إسرائيل على نحو يفوق ما يحصل حين تستهدف جماعات وأقليات أخرى بحوادث مشابهة.
تعيدنا تلك المعادلات التي فرضت على دولنا عقودًا طوالاً إلى ما كان يجري تسويقه من ولاء لسلطة قمعية بصفتها مصدر الطمأنينة المفترضة للأقليات والخائفين..
أمنكم وسلامكم مقابل سلطتنا ونفوذنا..
يجب ألا نسقط هنا في فخ التخفيف من الخطر المحدق بالجماعات الصغرى جراء تقدم التكفيريين الميداني، لكن يجب أيضًا الإضاءة على خطر توظيف الأقليات لحماية أنظمة مثل نظام البعث في سوريا. فإذا كان التكفيريون خطرًا يهدد الأقليات، وهم فعلاً كذلك، فإن استعمال النظام في سوريا لهم يشكل خطرًا على وجودهم لا يقل عن خطر التكفيريين، ناهيك بأن النظام لطالما أجاد استخدام لعبة التكفيريين لكسب بعض من شرعيته، وهنا أيضًا يدخل العامل الإسرائيلي عنصرًا جديدًا على المشهد فيعقده. أن يظهر مشايخ دروز على التلفزيون الإسرائيلي متهمين إسرائيل بالتقصير في حماية دروز سوريا، فهذا مؤشر جديد على المدى الذي دفعتنا إليه الجماعات الأصولية من كلا معسكري الانقسام؛ أي الممانعة والتكفيريين، وعلى المدى الذي يمكن أن يبلغه النظام في سوريا لجهة عدم تعففه عن توظيف الورقة الإسرائيلية.

 

ديانا مقلد

الشرق الاوسط

التدوينة خوفًا على الدروز.. أم على الأسد؟ ظهرت أولاً على المرصد السورى لحقوق الإنسان.

http://ift.tt/1p5TKH4 http://bit.ly/1u5UN6y

أضعف الإيمان («داعش» باقٍ حتى إشعار آخر)


مجدداً تجتمع دول التحالف ضد «داعش» للبحث عن استراتيجية جديدة. الاجتماع الأول عُقِد العام الماضي في 3 كانون الأول (ديسمبر)، في بروكسيل، وخرج بخمس توصيات هي زيادة المجهود العسكري، وقف تدفُّق المقاتلين الأجانب، قطع قنوات التمويل، معالجة مشكلة المساعدات الإنسانية، ونزع الشرعية عن «داعش»، ولكن من دون خطة عملية للحرب. وهو اكتفى بالغارات الجوية، التي أثبتت فشلها حتى الآن.

الظروف التي عُقِد فيها مؤتمر باريس، أكثر تعقيداً من السابق. الحكومة العراقية غير جدية في مواجهة «داعش». هذا التوصيف جاء على لسان مسؤول أميركي، قال أن الحماسة لدى القوات العراقية في مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» غير موجودة. الأخطر من هذا ما قاله قائمقام عامرية الفلوجة فيصل العيساوي، من أن المسؤولين في الحكومة العراقية في بغداد، لا يثقون بالسنّة، وأن المقاتلين في منطقته يواجهون «داعش» على نفقتهم الخاصة. وعن مصادر السلاح قال: «هناك أسلحة تأتي من إيران وتُباع في شكل مباشر». هل سيبحث المؤتمر تخاذُل حكومة العبادي، وتدفُّق السلاح الإيراني؟ هل سيتبنّى وجود قوات قتالية على الأرض؟

الأرجح أنه لن يفعل. في بروكسيل كان أحد أهم البنود هو وقف تدفق المقاتلين الأجانب، لكن هذا لم يحدث. الدول الغربية تعرف تماماً مصادر قوة «داعش»، والعوامل التي تجعله يتمدد على الأراضي العراقية والسورية، لكنها ليست في وارد حسم المعركة الآن، وربما تريد استمرارها بهذه الوتيرة. ملاحقة «داعش» على الأرض العراقية ستجعل تلك الدول تصادم ميليشيات «الحشد الشعبي»، وإن شئت إيران، وفي سورية ستكون عليها مواجهة «حزب الله»، وقوات الأسد، ومنع إرهابه بالبراميل والأسلحة المحرّمة، وهذا القرار لم يحن بعد، أو أنه غير مطروح أصلاً.

واشنطن تعلم جيداً مَن يسهّل دخول المقاتلين إلى العراق وسورية، وتعرف الذي يزوّد ساحات القتال بالسلاح، لكنها تتغافل. التحالف الذي تقوده واشنطن ضد «داعش» كذبة سياسية كبيرة، وبعض الدول المشاركة يدرك هذا. في بعض الكذب ما يخبر بالحقيقة، وهذا هو لسان حال بعض دول المنطقة مع ما يسمى «التحالف الدولي ضد داعش». لذلك، فإن تنظيم «الدولة الإسلامية» باقٍ ما بقي هذا التحالف الذي يدّعي الحرب على الإرهاب وهو يمنعها.

لا شك في أن تحركات «داعش» في العراق لم تعد لغزاً. وجيش «الحشد الشعبي» الذي يضم مئات الآلاف من الشباب وأكثر من 42 فصيلاً، قادر على لجم «داعش»، ولكن في العراق مَنْ لا يريد ذلك الآن، أو لم يؤذن له بعد.

الأكيد أن التنظيمات الإرهابية تبدَّل حالها اليوم. صارت وسائل لتنفيذ حلول في المنطقة. واشنطن تعاود تكرار تجربة «طالبان» في بلادنا، وتُطَبّق قاعدة دعهم يتقاتلوا ثم نرَ.

 

داود الشريان

الحياة

التدوينة أضعف الإيمان («داعش» باقٍ حتى إشعار آخر) ظهرت أولاً على المرصد السورى لحقوق الإنسان.

http://ift.tt/1p5TKH4 http://bit.ly/1u5UN6y

مفاجآت سورية جديدة


تسرّبت أنباء عن قرب قيام «جبهة النصرة» السورية إعلان انفكاكها عن تنظيم «القاعدة». يأتي ذلك بعد إشارات صريحة أرسلها التنظيم السنة الماضية حين طالب الأمم المتحدة بإخراجه من لائحته للمنظمات الإرهابية ورفعه علم الثورة السورية على معبر القنيطرة في هضبة الجولان السورية بعد الاستيلاء عليها من النظام في أيلول/سبتمبر من العام الماضي، بدلاً من خاتم النبي محمد الذي يستخدمه تنظيم «الدولة الإسلامية» و»الجبهة» راية لهما، والذي أصبح نقطة علام تعلن تحدّي القوانين الأممية ودالة على انتهاكات لا تحصى قام بها تنظيم «الدولة الإسلامية» بينما حاولت «النصرة» ما استطاعت النأي بنفسها عنها.
ويتذكر السوريون طريقة تعامل «النصرة» مع راهبات دير مار تقلا في بلدة معلولا وامتداح رئيسة الدير الأم بيلاجيا سياف بعد عودتها إلى دمشق أمير الجبهة في منطقة القلمون علناً وبدون خوف من أجهزة أمن النظام السوري التي ما لبث موالوها أن شنّوا حرباً هوجاء عليها مطالبين بطردها من الكنيسة لـ»تعاطفها مع المجرمين».
يتعلّق التوجّه السياسي المذكور لـ»جبهة النصرة» بعوامل عديدة منها:
التنامي الكبير لنفوذ تنظيم «الدولة الإسلامية»، الأمر الذي أدّى إلى صراعات عسكرية بين الجهتين ومهّد الأسباب اللازمة لحصول افتراقات في القراءة السياسية و»الشرعيّة» للواقع السوري والعربي والعالمي.
– حاجة قوى عربية وغير عربية فاعلة في الساحة السورية للتعامل مع «جبهة النصرة» باعتبارها قوّة فاعلة على الأرض يصعب تجاهلها ولا يفيد استعداؤها إلا في توسيع جبهة الخصوم الكثر، وهو أمر قد يدفع أفرادها وقياداتها في لحظة ما إلى أحضان «الدولة الإسلامية».
– التراجع في نفوذ تنظيم «القاعدة» وتضارب الأنباء عن صراعات داخله وعن إمكانية إعلان قائده المصري أيمن الظواهري «حل بيعة» فروع التنظيم حول العالم، وهي أنباء تسرّبت بدورها من «جبهة النصرة» نفسها، وهو ما مهّد لتحالفها مع جماعات أخرى كجماعة «أحرار الشام».
– يتعلّق الأمر أيضاً بالطبيعة «الشاميّة» للتنظيم، وهي طبيعة معروف ابتعادها عن الغلوّ والتطرّف وعلاقتها بالواقع العينيّ وتفاصيله أكثر من ارتباطها بالأيديولوجيا، ومثال عليه ما حصل بعد تحرير مدينة إدلب حين نفى أبو محمد الجولاني، زعيم «النصرة»، النيّة في إقامة إمارة فيها، مشدداً على ضرورة التحالف مع جماعات جهادية أخرى، وهي ممارسة بعيدة جدّا عن ممارسات «الدولة الإسلامية» القائمة على إقصاء أي طرف آخر والنزعة الجامحة إلى ممارسة السلطات، بدءاً من اسمها، ووصولاً إلى صكّها النقود والجوازات وتدخّلها المباشر في كافة شؤون «مواطنيها».
رغم رايتهما الواحدة، وأصولهما الأيديولوجية المتقاربة («تنظيم القاعدة»)، يعبّر التنظيــــمان عن مزاجين جغرافيين وســــياسيين متباعـــدين جذريّا، فكثير من أطــــر وكوادر «الدولة الإسلامية» في العراق جاء من الضباط البعثيين في الجيش العراقي وكوادر الدولة الـــذين أقصوا بعد الاحتلال الأمريكي (ومن هنا ربما يأتي هاجس «الدولة» الملحّ)، فيما جاء مقاتلو «النصرة» من الأرياف والأحشاء المهملة للمدن السورية وهم يستبطنون كرهاً شديداً للدولة السورية و»بعثييها» وضباطها.
إعلان «جبهة النصرة» ابتعادها عن تنظيم «القاعدة»، إذا حصل، هو إعلان أولي لافتراق الوعي الإسلامي الجهادي السوري عن شقيقه العراقي، وهو أيضاً محاولة للتصالح مع الواقع العربي والعالمي، الأمر الذي يشير إلى إمكان وجود مخرج من المأزق الهائل الذي شكّله تنظيم «الدولة الإسلامية» للإسلام، وللعرب والعالم.

رأي القدس

التدوينة مفاجآت سورية جديدة ظهرت أولاً على المرصد السورى لحقوق الإنسان.

http://ift.tt/1p5TKH4 http://bit.ly/1u5UN6y

هآرتس: الرئيس السوري لم يعد يثق بأحد وحرسه الخاص إيرانيون


حملت خطابات الأمين العام لحزب الله اللبناني رسائل دلت على إرتباك ووجود أزمة حقيقية يعاني منها النظام السوري، مع سلسلة الخسارات الميدانية والعسكرية للحزب في سوريا وللنظام مع خسارة الأخير لمناطق عدة في سوريا لصالح تنظيم «الدولة الإسلامية» والمعارضة السورية المسلحة.
وقال المحلل العسكري لصحيفة «هآرتس» العبرية، عاموس هارئيل، إن ظهور زعيم «حزب الله» عدة مرات خلال أقل من أسبوع يحمل دلالتين أساسيتين، الأولى والواضحة هي نية دحض الشائعات التي تم تناقلها حول مقتله أو تدهور وضعه الصحي.
أما الدلالة الثانية فهي أكثر خطراً وأهمية، وهي وصول نظام الأسد إلى حالة يرثى لها، وحاجته إلى مزيد من الدعم الخارجي، بحسب تحليل هارئيل، لدعوات نصر الله المتكررة لضرورة «إجراء تجنيد عام في لبنان من أجل التصدي لخطر تنظيم «الدولة»، الذي وصفه بأنه «خطر ليس له مثيل في التاريخ».
إلى جانب ذلك، صرّح زعيم حزب الله في خطاب ألقاه الأسبوع الماضي بأن تنظيمه «يخوض حرب وجود لأجل لبنان والعالم العربي»، كما حذّر اللبنانيين بإلحاح من «المذابح والاغتصاب والاستعباد إذا نجحت التنظيمات السنية بإسقاط نظام بشار الأسد والتقدم أكثر نحو لبنان».
اعتبر هارئيل هذه النداءات المتكررة والتحذيرات دليلاً آخر على الأزمات التي تواجه نصر الله ونظام الأسد في ما يخص تجنيد شباب للقتال في صفوفهم بجبهات القتال المختلفة. كما تتزامن هذه التصريحات المتتابعة مع الأخبار السيئة التي ترد بشأن خسارات جيش الأسد ومناصريه في سوريا خلال الأيام الأخيرة.
ويضيف هارئيل أنه بناء على ما يحدث في جبهات أخرى، تتضح الصورة الكبرى تدريجياً، لتبيّن أن نظام الأسد – بعد عام من الجمود النسبي – يتراجع بشكل كبير على جبهات عدة. فبحسب مصادر أمنية إسرائيلية، يعود سبب التراجع المستمر لنظام الأسد منذ آذار/مارس الماضي إلى «التآكل المتواصل في قدرات جيش الأسد وبمعنوياته القتالية».
إلى جانب ذلك، تصادق المصادر الأمنية الإسرائيلية على أن قوات المعارضة – لأول مرة منذ زمن طويل – حصلت على دعم كبير عن طريق دول متعددة نسقت في ما بينها لدعمهم، من بينها السعودية وتركيا وقطر، بعد أن اختلفت فيما بينها سابقاً على طريقة تقديم هذا الدعم.
وأضاف الكاتب أنه على الرغم من استمرار تلقي نظام الأسد للدعم من جانب «حزب الله» وإيران، فإن الأحداث الأخيرة تدل على وجود خطر حقيقي على وجود نظام الأسد. وعلى ضوء ذلك، تحدثت تقديرات أمنية إسرائيلية أن هناك احتمالاً بأن يترك الأسد دمشق ويركز على حماية المناطق العلوية شمال سوريا.
جاء ذلك فيما أكد الأستاذ في معهد العلوم السياسية في باريس، جان بيار فيليو، أن رئيس النظام السوري بشار الأسد، «لم يعد يثق بأحد من السوريين، بمن فيهم العلويون. وحرسه الشخصي يتألف من إيرانيين».
وقال فيليو في مقابلة له مع صحيفة «الأحد» فرنسية، إن «نقطة القوة الوحيدة التي يملكها الأسد، عدا الحماية الإيرانية والدعم الروسي غير المشروط، هو القلق الوجودي الذي تعيشه الطائفة العلوية».
ولفت إلى أن الأسد متواطئ ومستفيد من تقدم تنظيم الدولة، وقال إنه «يبدو بوضوح أن الأسد سمح للمقاتلين بالتقدم لأن سقوط تدمر يخدم دعاية نظامه. والحقيقة أننا بمواجهة داعش لم نقدم الدعم لأولئك القادرين على مواجهتها، أي، عمليا، الثوّار السوريين».

القدس العربي

التدوينة هآرتس: الرئيس السوري لم يعد يثق بأحد وحرسه الخاص إيرانيون ظهرت أولاً على المرصد السورى لحقوق الإنسان.

http://ift.tt/1p5TKH4 http://bit.ly/1u5UN6y

لعبة أميركية على حبال اليمن وسوريا لإرضاء.. إيران!


ذكرت تقارير غربية أن اتفاقا يجري العمل عليه بين الولايات المتحدة وروسيا، ترغب من خلاله الأخيرة في إنقاذ نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأن الجانب الأميركي لا يعترض على ذلك رغبة من الإدارة الأميركية في إرضاء إيران.
يتعرض النظام السوري حاليًا لخسائر عسكرية كبيرة، وانهياره يعني ضربة قاصمة لإيران وروسيا، وهذا ما تريد أميركا تجنبه أيضا في اليمن من أجل إيران. تريد من المملكة العربية السعودية إيقاف القصف والدفاع عن حدودها على «أساس الوضع الإنساني»، ولهذا توجه جون كيري وزير الخارجية الأميركي للرياض من أجل إقناعها بأن «الحالة الإنسانية في اليمن لم تعد تسمح بمواصلة الحرب» ضد الحوثيين.
خلال إبحار الأسطول الإيراني إلى خليج عدن، أبلغ الأميركيون الإيرانيين – كي يتجنبوا المواجهة – بأنهم سيوقفون الحرب، وصاروا يتحدثون عن «الضحايا الجماعية»، وباعوا مسألة قرارهم ووعودهم بوقف الحرب إلى إيران.
الواقع السعودي الآن مختلف تمامًا. وهذا ما أقلق إيران، هناك جيل جديد برز وعلى رأسه الأميران محمد بن نايف ومحمد بن سلمان. جيل واثق من نفسه.. هذا الجيل لن يتراجع، خصوصًا عندما يسمع أن «أمن اليمن من أمن إيران». في الحسابات الجغرافية والتاريخية البسيطة وحتى الأمنية، هذه المعادلة غير بريئة وغير دقيقة.
في السابق كانت السياسة السعودية تفضل الصبر والانتظار، وإعطاء الآخر الفرصة كي يستوعب ويتراجع. الجيل الجديد رأى أن التمادي الإيراني تجاوز كل الحدود حتى اقترب من تهديد الأمن القومي السعودي والخليجي. إنه جيل واثق من نفسه وقدرات بلاده، يعرف أميركا، ويعرف كواليس الكونغرس، ويعرف الإعلام، ثم إنه لاعب على المسرح الغربي، والغالبية منه تخرجت من جامعات أميركية، والكل يدرك اللعبة الكبرى للإدارة الأميركية الحالية من أجل إيران. إن هذا الجيل حرك الشعب السعودي كله إلى جانبه.
عن لقائه مع محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني نقل ديفيد إغناتيوس في «واشنطن بوست» في 29 من الشهر الماضي قوله: «نريد حوارًا جديدًا مع السعودية ونريد شركاء جديين، ونريد لأمن المنطقة في المستقبل عملية متعددة الطبقات، كالتي جلبت الاستقرار لأوروبا الشرقية بعد الحرب الباردة».
يجب القول إن الإيرانيين الشباب نسبيًا مثل ظريف والرئيس حسن روحاني وحسين أمير عبد اللهيان وآخرين يعرفون جيدًا الأميركيين، ويعرفون أميركا، ويمارسون لعبة الرئيس باراك أوباما، يعرفون ما يريد وما تريد إدارته. من هنا يأتي عدم ارتياح ظريف والقيادة الإيرانية لبروز الجيل السعودي الجديد. ثم عندما يتحدث ظريف عن أوروبا الشرقية بعد الحرب الباردة لم يقُل أين تأتي إيران في هذه المعادلة، هل سيكون مصيرها كمصير الاتحاد السوفياتي؟
وكان تقرير سري للأمم المتحدة تحدث عن الدعم العسكري الإيراني المستمر للحوثيين في اليمن منذ عام 2009، وقال مسؤول إيراني لوكالة «رويترز»: «إن كل شيء يدور حول توازن القوى. تريد إيران وجودًا شيعيًا قويًا في المنطقة، لهذا تدخلت في اليمن». وعندما بدأت «عاصفة الحزم» في اليمن توقع كثيرون وصولها إلى سوريا، وقد لاحظنا التغيرات الفجائية على الأرض هناك.
وتواجه أميركا مشكلة، لم يعد باستطاعتها إيقاف السعوديين بالكلام والتصريحات. كشف الإيرانيون اللعبة عندما قالوا إن الأميركيين أبلغوهم بأنهم سيوقفون الحرب في اليمن وبالتالي لا داعي للأسطول الإيراني بمواصلة الإبحار. لهذا كما أن اللعبة الأميركية – الإيرانية مستمرة، كذلك فإن الحرب ستستمر.
يوم الاثنين الماضي قال روبرت فورد السفير الأميركي السابق لدى سوريا لـ(سي إن إن): «إن الحديث في واشنطن هو أن بشار الأسد أفضل الخيارات السيئة»، لكن يبدو أن المعارضة المسلحة في سوريا لن تتوقف، وبالتالي لن يستطيع الأميركيون إنقاذ الأسد. سيحدث سقوطه تغييرًا جذريًا في الشرق الأوسط، وقد يتدخل الروس والإيرانيون عسكريًا لإنقاذه. أما الرئيس باراك أوباما فإنه يحاول أن يتجنب أي شيء يضطره إلى التصرف انطلاقًا من أن أميركا هي القوة الكبرى في العالم، فهذا لا يفيد الصفقة مع إيران.
عندما بدأ السعوديون حملة «عاصفة الحزم» دفعوا أوباما إلى «أصعب» الخيارات: أنت معنا أم ضدنا! واضطر إلى الوقوف إلى جانب السعودية كي لا يخسر داخل أميركا، إذ الكل يعرف أنه إلى جانب إيران، لذا يعمل المستحيل لتجنب مواجهة بحرية.
يحاول أوباما تجنب «لحظة الانكشاف» التي صارت معروفة لدى الجميع. نجح في ذلك لكنه أثار حفيظة الإيرانيين الذين تمسكوا بأن كيري وعدهم بإيقاف الحرب. ويستمر كيري بتوزيع الوعود، فهو قال مساء الأحد الماضي للقناة العاشرة الإسرائيلية عن الاتفاق النووي مع إيران: «سيكون لدينا مفتشون دوليون كل يوم في إيران. هذا ليس اتفاقا لمدة 10 سنوات فقط، إنه إلى الأبد».
الآن في سوريا الشيء نفسه يحدث. لا يعرف الأميركيون كيف يتجنبون سقوط الأسد، لأنه إذا سقط فإنهم مضطرون إلى الوقوف إلى جانب القوى الموالية للغرب في المنطقة ولا تريد الإدارة لهذه اللحظة أن تأتي. لذلك تقول: نحاول تجنب حرب كبيرة، لكن لن تستطيع لأن ما سيحدث سيحدث، ولحظة الحرب الكبيرة تقترب تدريجيًا، ولهذا ذهب وزير الدفاع السوري إلى إيران لبحث خطوات «تعاون استراتيجي بين الجيشين».
يقول مصدر عسكري غربي إن هدف أوباما تجنب الحرب من أجل إيران، لكنه لن يستطيع. إيران تريد إنقاذ الأسد، إذا تدخلت إيران عسكريًا فهذا سيناريو مخيف للمنطقة، لكن في الوقت نفسه يجب أن تعود إيران إلى حجمها، وأن تعرف روسيا أنها لم تعد أبدًا الاتحاد السوفياتي، لهذا لا توجد طريقة لمنع الحرب من الوقوع، حتى لو توقفت «عاصفة الحزم» في اليمن فإنها ستتحول إلى دولة أخرى.
الملاحظ أنه في حين يقف الروس إلى جانب حلفائهم حتى النهاية، فإن إدارة أوباما تقف ضد حلفاء أميركا وتقوم بمناورات لتغطية هذا الموقف. لكن هذا لن يستمر، لأنه إذا مال الميزان سلبًا أكثر في سوريا واليمن فإن الروس والإيرانيين سيقفون معهما ويسببون لأميركا وضعًا يفرض عليها أن تتخذ موقفًا هي الأخرى مع حلفائها.
تدعي أميركا أنها تريد تجنب الحرب. لكن لاحظ السعوديون، ولم يلاحظ الأميركيون، أنه منذ الربيع العربي، كلما اهتز مكان في الدول العربية تدخلت إيران لتصبح لها اليد العليا، ومن هناك تخطط لدفع أنظمة أخرى إلى الاهتزاز مع الاستعداد للتدخل فورًا. ومحاولة إيران عبر الحوثيين السيطرة على جنوب اليمن كانت العامل الذي أشعل ردًا سنيًا جماعيًا مع العلم أن اليمن هو المرحلة الثانية بعد إطاحة نظام «الإخوان المسلمين» في مصر، فأوجد ذلك تحالفًا خليجيًا – مصريًا، وقد يكون اليمن المرحلة التي تسبق ما سوف يحدث في سوريا والعراق لاحقًا.
نجح العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في توحيد الرد العربي وتجاوز «النصائح» الأميركية، وذلك عندما دفعت إيران بالحوثيين إلى مدينة عدن وباب المندب، وكان الهدف توحيد اليمن تحت سيطرة الحوثيين، بعدما سقطت العاصمة صنعاء. تلك كانت خطوة أبعد من المقبول، فاليمن يشترك مع السعودية بحدود طولها 2500 كلم، وتحّكم الحوثيين بهذه الحدود يوفر لإيران الوسائل المطلوبة للضغط على السعودية.
منذ «عاصفة الحزم» عرفت إيران أنها بدأت تخسر، وصارت تهديداتها وما يصدر عن حلفائها يلقى آذانًا صماء، فأصبحت عبر ظريف تدعو الآخرين لمساعدتها على النزول عن الشجرة من دون أن تقع. ثم إنها مع الهزائم المتلاحقة صارت مهتمة بالتفاوض مع الأميركيين حول كل المسائل، وليس فقط الملف النووي، وترى في كيري من يسوق مشروعها لـ«الوحدة الوطنية في اليمن، ولبقاء الأسد في سوريا».
الأميركيون كعادتهم ضائعون، يتظاهرون بأنهم إلى جانب السعودية، ويقولون إنهم إلى جانب السلام، لكن أميركا لم تهتم بالسلام عندما احتل الحوثيون كل اليمن، بل عندما صارت المكاسب الإيرانية مهددة.
السعوديون والعرب بشكل عام صاروا يدركون أبعاد هذا الكلام «الجميل»، وأن كل الحديث عن السلام الآن في المنطقة البعيدة عن السلام إنما هو خدعة لإنقاذ إيران والمحافظة على مكاسبها. وتعتقد أميركا بأن إيران ستكون ممتنة لها إذا ما نجحت في «فرض السلام على اليمن، وإبقاء الأسد في سوريا» وتمنحها الاتفاق!
هدى الحسيني
الشرق الاوسط

التدوينة لعبة أميركية على حبال اليمن وسوريا لإرضاء.. إيران! ظهرت أولاً على المرصد السورى لحقوق الإنسان.

خمسة أسئلة سورية إلى أوباما


كان في وسع باراك اوباما ان يركب طائرته ويأتي الإجتماع مع زعماء دول الخليج، بدل ان يدعوهم الى كمب ديفيد للبحث معه في موضوع الإتفاق النووي مع ايران، وفي تداعياته المحتملة إضافة الى قضايا تتعلق بالوضع في المنطقة.

أصحاب النيات السيئة وجدوا الأمر أشبه بإستدعاء الى كمب ديفيد لطمأنة الخليجيين، خصوصاً انه سبق لأميركا ان إنخرطت ثلاثة اعوام في مفاوضات سرّية مع الإيرانيين في عُمان عقر دار حلفائها الخليجييين ولم تكلّف نفسها عناء ابلاغهم ما يجري إنسجاماً مع الأمانة التي يفرضها التحالف.
في حديث أوباما الى توماس فريدمان، بدا انه يريد ان يأكل باليدين معاً، فمن جهة واصل تهافته على الإيرانيين الى ان وصل الى إتفاق يصفه بأنه “فرصة العمر”، لكأنه سيجعل المنطقة جنة عدن التي تسبّح بحمده، بينما الواضح ان الإتفاق سيشرّع أبواب التعاون مع ايران، ففي وسع “الشيطان الأكبر” ان ينام مع “محور الشر” في فراش واحد، أولم تشاهدوا نزهات الحبور بين جون كيري ومحمد جواد ظريف على ضفاف بحيرة ليمان؟
ومن جهة ثانية يريد ان يقول للخليجيين إننا نرفع مظلّة الحماية فوق رؤوسكم فاطمئنوا نحن نضمن أمنكم، أكثر من هذا يقول اوباما “إنني أود رؤية كيف يمكننا الوقوف الى جانب أصدقائنا العرب وكيف يمكن إضفاء الطابع الرسمي على ذلك الأمر اكثر مما هو الآن، إضافة الى بناء قدراتهم لكي يشعروا بالثقة الذاتية حيال قدراتهم الدفاعية”.
تماماً كمن سهر على إطلاق البعبع النووي الإيراني، وقال للجيران لا تجزعوا نحن هنا، ولكن وقت تحاول طهران فرض نفسها قوة إقليمية، ولا تتوانى عن القول صراحة إنها باتت تسيطر على أربع عواصم عربية.
أوباما يقول: “لقد كانت رغبة أميركا كبيرة في الذهاب الى سوريا وتحقيق شيء ملموس، ولكن لماذا لا يقوم العرب بالقتال ضد الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان أو القتال ضد ما فعله ويفعله الاسد”؟ حسناً اذا كان هذا الكلام تحريضياً، وخصوصاً بعد بروز “عاصفة الحزم”، فإن ذلك يثير أسئلة كثيرة:
أولاً لماذا لم تُلبِ اميركا رغبتها وتحقق شيئاً ملموساً، ثانياً هل نسي أوباما أنه شخصياً منع العرب من تسليح المعارضة فهل نصدق انه كان ليقبل تدخلهم عسكرياً ضد الأسد، ثالثاً هل يريد من العرب مقاتلة الروس والإيرانيين الذين يحاربون دفاعاً عن النظام في حين يلحس هو تهديداته الفارغة وخصوصاً بعد استعمال الكيميائي في الغوطتين، رابعاً هل نسي انه لا يزال حتى اليوم يعتبر المعارضة حفنة من الفلاحين وأطباء الأسنان، خامساً كيف يريد منهم مقاتلة الأسد وقت يدعو هو الى مفاوضة نظامه؟
لعلها ترهات رئيس تعتعه إتفاق “فرصة العمر”!

 

راجح الخوري

المصدر : النهار

التدوينة خمسة أسئلة سورية إلى أوباما ظهرت أولاً على المرصد السورى لحقوق الإنسان.