وكالة اخبار بلاد الشام

الصفحة الرئيسية » 2015 at 10:46AM

Category Archives: 2015 at 10:46AM

تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية لعام 2015


خلص تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية الذي شمل 188 دولة للفترة (1990-2015)، إلى مجموعة من المؤشرات الإيجابية والسلبية نوردها في هذا الرسم.

أمنستي: جيش العراق مصدر لسلاح تنظيم الدولة


قالت منظمة العفو الدولية إن غالبية السلاح الذي يمتلكه تنظيم الدولة الإسلامية استولى عليه من الجيش العراقي أثناء اقتحامه مدينة الموصل في يونيو/حزيران من العام الماضي.

هادي يدعو لهدنة باليمن مع بدء المفاوضات


طلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، التوجيه بطلب لوقف إطلاق النار لمدة سبعة أيام مع بدء المفاوضات منتصف الشهر الجاري بسويسرا.

تنظيم الدولة والحوثيون يرفعان مبيعات السلاح


نشر موقع “إنترسبت” الإخباري الأميركي تسجيلا مسربا لمسؤولين في كبريات شركات السلاح الأميركية، تضمن تأكيدات بأن وجود تنظيم الدولة الإسلامية وجماعة الحوثي يزيد من مبيعات الأسلحة.

تنظيم “الدولة الإسلامية” يعدم 5 أشخاص ويشوه جثثهم داخل قلعة أثرية ويوزع عناصره على منازل استولى عليها في الميادين


تمكن نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان من رصد عدة سيارات لتنظيم “الدولة الإسلامية” متواجدة في محيط قلعة الرحبة بمدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي، حيث كان برفقتها، السيارة الخاصة بنقل الأشخاص المحكوم عليهم بالقصاص إلى ساحات الإعدام، وشوهد عناصر التنظيم يدخلون القلعة برفقة السيارة، وعند فجر اليوم تمكن نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان من دخول القلعة، – في الوقت الذي يسبق قدوم عناصر التنظيم المنقبين عن الآثار داخل القلعة- وشاهد نشطاء المرصد  الأشخاص الخمسة، وقد تم قتلهم وتشويه جثثهم بمادة الأسيد، ووجدت الجثث مشوهة بالكامل ومرمية داخل حفرة في قلعة الرحبة، ولم يعلم ما إذا كان التنظيم قد أعدم الأشخاص الخمسة الذين لم تعرف هويتهم إلى الآن، ذبحاً أم بإطلاق نار، أو التهمة الموجهة لهم.

 

على صعيد متصل، فقد علم نشطاء المرصد السوري أن تنظيم “لدولة الإسلامية” قام بإخلاء مقاره في مدينة الميادين، ووزع عناصره على منازل مدنية كان قد استولى عليها في وقت سابق في عدة مناطق في المدينة، وذلك عقب استهداف متكرر للمدينة الواقعة بريف دير الزور الشرقي، من قبل الطائرات السورية والروسية.

 

http://ift.tt/1p5TKH4 http://bit.ly/1u5UN6y

تعاون فرنسي كويتي في مكافحة “الإرهاب”


قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال إن الكويت وفرنسا تتعاونان في مكافحة الإرهاب وبكفاءة عالية، في حين نفت كييف اتهامات الكويت لها بتزويد تنظيم الدولة الإسلامية بأسلحة.

عن تحوّلات الطبقة الوسطى في سورية


كمثيلاتها في البلدان الأخرى، لا تشكّل الطبقة الوسطى في سورية كتلة متجانسة من حيث التكوين والمنبت الاجتماعي، وهي أشبه بخليط من الموظفين والأطباء والمهندسين والمثقفين والمعلمين والحرفيين، الذين تجمعهم صفات مشتركة كالقدرة على تحصيل دخل يمكّنهم من العيش في شكل مكتفٍ وتغطية كلفة الاستهلاك الأساسية، وكونهم أكثر فئات المجتمع تقبلاً للتغيير والتجديد وتطلّعاً الى المشاركة في الشأن العام، وأقلّهم تمسكاً بالعادات والتقاليد، وإهمالاً لقيم التعليم والعمل، لكن تصاعد العنف المفرط طيلة سنوات ترك آثاراً بالغة في واقع هذه الطبقة ودورها المفترض موضوعياً.

من التغييب إلى النزوح والهجرة إلى تدهور شروط الحياة، تعددت أشكال النيل من شرائح الطبقة الوسطى السورية في ظلّ استمرار القهر والتنكيل والتدمير، فمن لم تلتهمه آلة القتل أو يختطف أو تغيبه السجون والمعتقلات، حزم أمتعته وانضمّ إلى أمثاله في أرض الشتات، ومن لم يهاجر حاول التكيّف معوزاً مع حياة النزوح في المناطق الأقل سخونة.

«إرحموا عزيز قوم ذل» هو رجاء يستحقه كثر من الميسورين الذين تآكلت مداخيلهم في ظروف استمرار الاقتتال الدموي، وفقدوا استقلاليتهم المادية وانضموا إلى ركب الفقراء، منهم من دمرت بيوتهم ومنشآتهم الحرفية وورشاتهم الصغيرة وفقدوا كل ممتلكاتهم وما ادخروه نتيجة النزوح والتهجير، ومنهم من طحنته الأزمة الاقتصادية المحتدمة وتداعياتها من ركود وانعدام فرص العمل والإنتاج والتسويق، ومنهم من بات عاجزاً عن مقاربة شروط الاستهلاك وتأمين ما يحتاجه، مع الارتفاع المتواتر في الأسعار الذي طاول ليس فقط سلع الحياة الأساسية بل السكن والنقل وتكاليف التدفئة والصحة والتعليم، ولا تغير هذه الحقيقة بل تؤكدها أحوال تزداد صعوبة لغالبية الموظفين والعاملين الذين لا يزالون يقبضون رواتبهم من الدولة.

وفي المقابل، مع ضيق ذات اليد وانعدام أي أفق للخلاص وتزايد حالات العنف من خطف وابتزاز واعتقال، خسرت الطبقة الوسطى في سورية كثراً من أبنائها الذين سارعوا إلى الفرار، في موجة صاخبة من الهجرة واللجوء إلى بلدان عربية وغربية، وهؤلاء في غالبيتهم من المثقفين وأصحاب الاختصاصات العلمية ومن المستثمرين الصغار الذين آثروا توظيف رؤوس أموالهم بعيداً من حالة التدهور الأمني، لتنتزع مكانهم وللأسف، كتلة من الأثرياء الجدد كأمراء الحرب وقادة الميليشيا ومن يدور في فلكهم، الذين لا ينتمون إلى أخلاقيات وقيم المجتمع وجمعوا أموالهم بسطوة السلاح والنهب والسلب والابتزاز، ما يضع تحدياً جديداً أمام الطبقة الوسطى لمواجهة التشوّهات الأخلاقية بحقها التي يحدثها هؤلاء، لا يقلّ أهمية عن التحدّي المتعلّق بدورها في حماية المجتمع المدني ومعالجة ما أصاب النسيج الوطني من شروخ وتشوّهات.

يقاس رقيّ المجتمعات ومدى استقرارها باتساع رقعة الطبقة الوسطى، التي تشكل محرك النشاط والاستثمار الاقتصاديين، فكيف الحال حين تتحول إلى عالة تحتاج إلى الدعم والإنفاق عليها، وكيف الحال وقد تراجعت نسبتها بعد خمس سنوات من الصراع الدامي إلى ما يقارب الـ15 في المئة من السكان، في حين أن النسبة الطبيعية لها يفترض أن تتراوح ما بين 60 و80 في المئة كي تمنح المجتمع حالة صحية وحيوية، والقصد أن الطبقة الوسطى تعتبر صمام أمان أي وطن، ومفتاح إعادة إنتاجه، فكلما اتسعت زاد تجانس المجتمع، وكلما تقلصت زادت الهوة بين أبنائه، وقد أفضى تراجع حضورها في البلاد إلى تراجع قدرتها موضوعياً على تخفيف الانقسام المجتمعي السوري، الذي بات يمزق الشعب إلى فئات متناحرة تحدوها صراعات من طبيعة إقصائية تهدّد وجود الوطن ووحدته.

هي اليوم، أو ما تبقى منها وبعد سنوات الحرب وسطوة السلاح، جماعات مشتّتة ومنكسرة ومنكمشة، وتالياً عاجزة عن الفعل وربما تكتفي بدور المتفرّج المتألم على وطن يطحنه العنف والإقصاء، هذه هي حالة الطبقة الوسطى في سورية التي يشهد لها عادة دورها في التخفيف من حدة الأزمات الوطنية، لمصلحتها في حماية السلم الأهلي والحفاظ على هياكل الدولة ومؤسساتها، ليصحّ الاستنتاج بأن تراجع حضور هذه الطبقة، وانحسار دورها الموضوعي في الصراع المحتدم، كانا أحد العوامل الكثيرة التي تضافرت لتصل بالوضع السوري إلى ما وصل إليه.

ليس غريباً أن تغيّر شرائح الطبقة الوسطى مواقفها واصطفافاتها، بل في أحيان كثيرة ينتقل بعضها بسرعة من موقع الى آخر مغاير تماماً لتوجهاته السياسية وحتى الأيديولوجية، ربطاً بما يفرضه تغيّر الواقع المعاش، والتقلبات المجتمعية الحاصلة سواء كانت سياسية أم اقتصادية، ما يفسّر في سورية حالة التشظّي السياسي والفكري التي ظهرت في صفوفها وصفوف ممثليها ولا تزال.

ومع انحسار فئات من الطبقة الوسطى لها مصلحة في الحفاظ على الوضع القائم وقد آثرت الهروب، فإن ما تبقى زاد التفافه حول النظام مع تصدّر الإسلامويين المشهد، وفي المقابل فإن كثراً ممن قادوا التظاهرات السلمية وبادروا بالدعوة للتغيير واحتلوا مواقع في المعارضة السياسية كانوا من أبناء الطبقة الوسطى وميسوري الحال، ما وسم الثورة في بدايتها ببعدها الجامع والمعتدل والنابذ للعنف والتطرف والطائفية، لكن غالبيتهم خرجت أو أخرجت من المشهد كلياً بعد أن سادت لغة السلاح، وانجرف بعضهم وللأسف إلى الاصطفاف والتخندق مع أطراف تعادي الثورة وأهدافها.

والحال، هو أمر طبيعي أن يضغط الصراع المتفاقم وجسامة المعاناة والتضحيات وضيق الفرص على خيارات الطبقة الوسطى، فيحرم ما تبقى منها إمكان الهرب بجلدها والتهرب من مسؤوليتها، وأيضاً هو أمر مفهوم أن يعقد بعض الأمل على دور لأبناء هذه الطبقة كمثقفين ومهنيين في مسيرة الخلاص، ربما للتعويض عن قصور المعارضة السياسية، وربما بسبب الثقة بضمائرهم الرافضة للعنف وتخريب المجتمع والمنحازة بداهة الى حقوق الناس وحرياتهم، وربما كرهان على روح المسؤولية العالية لديهم في معالجة النتائج المدمرة التي خلفها ويخلفها الاستمرار بمنطق القوة والمكاسرة والقهر.

 

 

اكرم البني

الحياة

 

http://ift.tt/1p5TKH4 http://bit.ly/1u5UN6y

عيون وآذان (من أبي تمام الى الزعني وسورية)


قبل أن يولد بشار حافظ الأسد، قال شاعر الشعب عمر الزعني:

بين سوريا وروسيا

في حرفين مختلفين

حط السين بدل الرا

وحط الرا بدل السين

بتلاقيهم بالألفاظ

والحروف متساوين

من شان هيك بالتجارة

والسياسة متفقين.

 

قيل هذا الزجل سنة 1955، وهو لا يزال صحيحاً اليوم بعد 60 سنة على قوله.

موضوعي اليوم ليس عن زجل عمر الزعني، إلا أنني وجدته يعبر عن واقع الحال أفضل مني وهو يقول سنة 1918، أي قبل حوالى مئة سنة: الموت، الموت يا محلاه/ قلبي والله بيتمنـّاه/ وصار لي زمان بستنـّاه/ حتى الموت محروم منه واأسفاه/ ما دام الشعب عايف «سماه»/ الموت أشرف/ يمـّا عيشة مليحة وإلا بلاه.

سورية ولبنان خير وجمال، وآثار تروي كيف بدأت حضارة العالم وأين. كان جدي يحتفظ بأوراق عملة قديمة تعود إلى الفترة بعد استقلال البلدين. كان الفرق الوحيد بينها أن العملة السورية تحمل اسم سورية، والعملة اللبنانية تحمل اسم لبنان. وتوالت الانقلابات في سورية، واختار الحكم أن يتحالف مع النظام الاشتراكي (الشيوعي) وتراجع اقتصاد البلد، فكان جدي يحتفظ بأوراق عملة قطع منها اسم سورية، ووضع مكانه اسم لبنان، لأن الليرة اللبنانية أغلى.

سورية غالية على قلبي عزيزة مثل لبنان، وكل بلد عربي. وكنت أعجب أن يفتقر بلد عربي غني جداً بموارده الطبيعية، وأهله من أذكى الناس وأنشطهم. اليوم نسيت الفقر أمام هجمة الموت. عدد الضحايا في سورية يقترب من ثلاثمئة ألف، ومعهم ملايين اللاجئين في بلدان الجوار، وحول العالم، ثم هناك الذين غرقوا في البحر هرباً من الموت في بلادهم. فرّوا من الموت إلى الموت، ولفظهم البحر إلى الشاطئ إن لم يأكلهم السمك.

كلنا مسؤول. القارئ وأنا والأمة كلها. المسؤولية الكبرى يتحملها النظام والجماعات الإرهابية، وأيضاً المعارضة الوطنية التي ليس لها في الوجود غير اسمها.

عندما كنا صغاراً نستقبل المراهقة، أخذنا الأهل لحضور معرض دمشق بجوار بردى. كبرت وقرأت لشوقي: مضى وصفق يلقانا بها بردى/ كما تلقاك دون الخلد رضوان. أجد اليوم أن ذلك عهد مضى، وقد ابتعد رضوان عن الشام وأهلها، وإن بقي تصفيق فهو لطم الخدود على الأحبّاء الراحلين.

لا أكتب شيئاً لا يعرفه القارئ. أحاول أن أنفث عن الصدر. هل أقضي وأمضي من دون أن أرى مرة أخرى دمشق، بردى والغوطة وجبل قاسيون؟ الجامع الأموي. السور. سوق الحميدية. الشارع المستقيم. ألف ذكرى وذكرى، فأختار الحارس على باب الجامع الأموي. لم يكن يسأل الزائر هل هو عربي أو أجنبي، مسلم أو غير مسلم. كان يسأل: بالله قدّيش الساعة؟ وإذا جاءه الجواب بالعربية يرحب بالزائر من دون أن يسأل عن دينه أو جنسيته. قلب العروبة النابض، أخشى أنه توقف عن الخفقان.

ذهب الأتاسي والقوتلي والجابري والعظم والبرازي والعظمة ومردم بك والقدسي وأبو ريشة وقباني، لا أحد مثلهم اليوم أو غداً.

لن أضحك على نفسي أو القارئ. لن أخدع أحداً. اليوم أسوأ من أمس، والغد أسوأ من اليوم. أمة أتقنت الفناء. كنتم خير أمة أخرجت للناس. واليوم؟ اليوم أنتم آخر الأمم. المؤخرة.

يكفي بكاء، سورية في حضن روسيا وقد بدأت بزجل الزعني عنهما، فأختتم بشعر لأبي تمام قاله قبل 1200 سنة، وكأنه يتحدث عمـّا يجرى اليوم:

ما اليوم أول توديع ولا الثاني/ البَيْن أكثر من شوقي وأحزاني

بالشام أهلي وبغداد الهوى وأنا/ بالرقَّتين وبالفسطاط إخواني.

إخواني عند رب كريم.

… وأخيراً أكدت موسكو أن إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء هو عمل إرهابي. ولنذكر أن الضحايا كلهم أناس مدنيون لا علاقة لهم بما يجري في سورية والعراق. لكن الأكيد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيجعل المنفذين يدفعون الثمن. وكأن سورية لا يكفيها ما هي فيه.

جهاد الخازن 

الحياة 

http://ift.tt/1p5TKH4 http://bit.ly/1u5UN6y

كيري: الانتصار على تنظيم الدولة يتطلب إنهاء الحرب السورية


قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري الخميس، إن تحقيق النصر على تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” الإرهابي، يتطلب ضرورة إنهاء الحرب الأهلية في سوريا.

جاء ذلك في كلمة له ألقاها في مؤتمر تحت عنوان “سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط”، الذي نظمه مركز “مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي” في واشنطن.

وانتقد  كيري الآراء القائلة بإنه “إذا رحل الأسد سيأتي داعش محله”، مؤكداً أنهم يتبعون سياسة ذات إتجاهين في سوريا، وهما “تكثيف الهجمات على تنظيم داعش، وبذل الجهود السياسية لإنهاء الحرب في سوريا”.

وأضاف كيري أن تحقيق السلام يتطلب رحيل حكومة الأسد وداعش، قائلاً” يتعين علينا إنهاء الحرب السورية لتحقيق النصر على داعش”.

وبيّن الوزير الأمريكي، أن أكثر مساهمة لتعزيز الحرب ضد داعش، تكمن بدخول البلاد في تحول سياسي بدون الأسد، وبذلك ستتوحد شريحة واسعة من السوريين  ضد التطرف.

وأكد كيري أنهم سيكثفون الغارات الجوية ضد التنظيم، وسيعملون على  إبعاد داعش إلى خارج المناطق المحاذية للحدود التركية والتي سيطر فيها التنظيم على منطقة  بطول 112 كيلو مترًا من الأراضي السورية.

وكشف كيري أن التحالف الدولي، نفذ لغاية اليوم أكثر من سبعة آلاف و300 غارة جوية على مواقع التنظيم، وبذلك تم تطهير 17 ألف كيلو مترًا مربعًا شمالي سوريا.

 

الاناضول

http://ift.tt/1p5TKH4 http://bit.ly/1u5UN6y

أكراد سورية … ورقة التجاذب بين موسكو وواشنطن


شهدت الفترة الأخيرة محاولات أميركية – روسية لاستقطاب الأكراد في سورية كل لأسبابها، بعدما تحولوا إلى قوة عسكرية لا يستهان بها، وبيضة القبان القادرة على التأثير في الشمال السوري، مع بلوغ عديد «وحدات الحماية الشعبية» نحو 24 ألف مقاتل، وعديد «وحدات الدفاع النسائية» إلى نحو 20 ألف مقاتلة، ومن شأن هذه الأرقام مع جودة التكتيك والقتال أن تغري كثيراً من الأطراف لعقد تحالفات مع المكون الكردي.

خلال الأعوام الثلاثة الأولى للأزمة السورية، لم تعر الولايات المتحدة اهتماماً كبيراً بالأكراد خشية إغضاب العرب والأتراك، لكن منذ نحو عامين ومع تنامي وتماسك الكتلة الكردية، بدأت واشنطن تعيد النظر في علاقتها بأكراد سورية، وجاءت معركة عين العرب (كوباني) في 27 أيلول (سبتمبر) 2014 لتنقل هذه العلاقة إلى مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق الرفيعي المستوى، ولتتحول الوحدات الكردية المسلحة إلى حليف للولايات المتحدة يمكن الوثوق به.

وتوصلت الإدارة الأميركية في الآونة الأخيرة إلى قناعة بأن الأكراد هم القوة المعتدلة المطلوبة، فلا هم في وارد محاربة النظام لتلاقي مصالحهم الآنية، ولا هم في وارد الدخول في صراع مسلح واسع مع الفصائل السورية، هدفهم الرئيسي محاربة «داعش» وتأمين مرتكزات الحكم الذاتي، وهما مطلبان يصبان في خدمة واشنطن.

بالنسبة الى الولايات المتحدة يشكل الأكراد قوة يمكنها أن تحد من قوة الفصائل الإسلامية ذات التوجهات السلفية والجهادية مثل «جبهة النصرة» وأحرار الشام» وغيرهما في المراحل المقبلة، وورقة يمكن اللعب بها لمواجهة الطموحات المنفعلة لتركيا في سورية.

وفي محاولة لتوسيع حدود القوة الكردية من دون إثارة الأتراك والعرب، عمدت واشنطن إلى دعم تشكيل تحالف عربي – كردي تحت عنوان «قوات سورية الديموقراطية»، هدفه محاربة «داعش» ومحاولة إقامة منطقة شبه آمنة في الشمال السوري تكون بديلاً من المنطقة الآمنة التي طالبت بها تركيا وتخضع لسيطرتها وسيطرة حلفائها، كالفصائل التركمانية وبعض فصائل «الجيش الحر» وحركة «أحرار الشام».

وتسعى واشنطن بهذا الحلف إلى ربط الأكراد بالعشائر وبعض القوى العربية، بحيث يكون تحالفاً عابراً للإثنيات ويحمل أجندة علمانية مع ضمانات أميركية باستمرار تزويدهم السلاح اللازم، وضمانات سياسية بأن المصالح الكردية في سورية لن تمس.

وجاءت الخطوة الأميركية هذه بعيد التدخل العسكري الروسي في سورية، والضربات الجوية الروسية ضد القوى السورية المدعومة من الولايات المتحدة، ولذلك تحتاج واشنطن إلى إبقاء الأكراد بعيداً من الاستغلال الروسي، بعدما ظهرت إشارات من موسكو للتقرب من الأكراد، عبّر عنها الرئيس فلاديمير بوتين حين قال إن الأكراد إلى جانب الجيش السوري هم القوة الرئيسة التي تقاتل المسلحين.

ويشكل طلب موسكو من حزب «الاتحاد الديموقراطي» فتح ممثلية لأكراد سورية في روسيا خطوة مهمة على صعيد منح الكيان الكردي الوليد شرعية سياسية في محاولة لمنافسة واشنطن على المكون الكردي في سورية.

يريد الروس إيصال رسالة سياسية للأكراد مفادها بأن مصالحهم القومية في سورية مرتبطة بالنظام السوري وليس بالولايات المتحدة التي ترتبط بهم ضمن مصلحة آنية، فموسكو لم تقدم على خطوة التمثيل السياسي من دون تفاهم مسبق مع دمشق.

الهدف الروسي يتطابق مع الهدف الأميركي في التقرب من أكراد سورية، وهو تحويلهم إلى جيش منظم يعوض التدخل البري الأميركي والروسي في سورية، فالأكراد مع بقايا جيش النظام يشكلون قوة برية منظمة كافية مع الدعم الخارجي المتمثل بـ «حزب الله» وإيران.

واستضاف معهد البحوث الإستراتيجية في موسكو قبل أيام أعمال مؤتمر دولي تحت عنوان «مستقبل تشكيل تحالف دولي لمكافحة «داعش»، ويبدو من هذا المؤتمر أن القيادة الروسية عازمة على توسيع دائرة القوى المحلية السورية المشاركة في هذا التحالف، لا سيما الأكراد.

وتحتاج دمشق وموسكو في هذه المرحلة إلى الأكراد مع بدء معارك حلب، حيث يشكل الأكراد قوة مهمة في الشمال الغربي لريف حلب، ومن شأن مشاركتهم في الحرب إلى جانب النظام أن يمنح الأخير قوة لا يستهان بها.

لكن الخلاف الأميركي – الروسي يكمن في أن الولايات المتحدة تتلاقى مع الأكراد على محاربة «داعش» ومحاولة السيطرة على الرقة، ولكن لا توجد اهتمامات أميركية الآن بمحاربة الفصائل المدعومة من حلفائها الإقليميين كـ «جبهة النصرة» و «أحرار الشام»، في حين تبدو موسكو مهتمة أكثر بالفصائل المعادية للنظام السوري، لاسيما في إدلب وحلب.

 

حسين عبد العزيز

الحياة

 

http://ift.tt/1p5TKH4 http://bit.ly/1u5UN6y