وكالة اخبار بلاد الشام

الصفحة الرئيسية » 2015 at 10:47AM

Category Archives: 2015 at 10:47AM

مقتل 18 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها خلال استعادة الفصائل السيطرة على جبل النوبة الاستراتيجي بريف اللاذقية


محافظة اللاذقية – المرصد السوري لحقوق الانسان:: تمكنت الفصائل الاسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والحزب الاسلامي التركستاني من استعادة السيطرة على جبل النوبة الاستراتيجي بشكل كامل، بعد منتصف ليل الجمعة – السبت، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام وحزب الله اللبناني ومسلحين من جنسيات سورية وغير سورية، التي سيطرت على المنطقة يوم أمس الاول، واسفرت الاشتباكات بين الطرفين عن مقتل ما لا يقل عن 18 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، واستشهاد ومصرع عدد من مقاتلي الفصائل الاسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام).

http://ift.tt/1p5TKH4 http://bit.ly/1u5UN6y

معارك عنيفة في سهل الغاب بريف حماة وقتلى من قوات النظام في ريف دمشق


محافظة حماه- المرصد السوري لحقوق الانسان:: قصفت قوات النظام بعد منتصف ليل الخميس – الجمعة مناطق في قرية القرقور بريف حماه الغربي عند الحدود الادارية لمحافظة ادلب، ولم ترد انباء عن اصابات، ايضا دارت بعد منتصف ليل امس اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة اخرى في محيط قرية البحصة بسهل الغاب في ريف حماه الشمالي الغربي.

 

محافظة السويداء – المرصد السوري لحقوق الانسان:: قتل عنصران من قوات النظام خلال اشتباكات مع الفصائل الاسلامية والمقاتلة بريف دمشق.

 

http://ift.tt/1p5TKH4 http://bit.ly/1u5UN6y

مجلس التعاون يدعو لحل سلمي بسوريا واليمن


سيطرت الدعوات لمكافحة الإرهاب وتأييد الحلول السلمية في سوريا واليمن على الكلمات التي ألقيت أمس الأربعاء في افتتاح القمة الخليجية الـ36 التي تختتم اليوم في الرياض.

وصول نحو 50 عسكريا أمريكيا إلى عين العرب عبر تركيا


نقلت وسائل إعلام عن لجان التنسيق المحلية في سوريا تأكيدها وصول نحو 50 عسكريا أمريكيا إلى مدينة عين العرب (كوباني) شمال سوريا، في الأيام القليلة الماضية عبر تركيا.

 وذكرت اللجان أن “نحو 50 عسكريا أمريكيا، بينهم ضباط، وصلوا إلى داخل الأراضي السورية، بهدف تدريب مقاتلين أكراد لمواجهة تنظيم داعش” الإرهابي.

وأضافت أن “ذلك يأتي ضمن الخطة الأمريكية لإرسال جنود إلى الشمال السوري بهدف تدريب مقاتلي الوحدات الكردية، في حين سبقهم قبل فترة قصيرة عدد أقل من الجنود إلى مدينة القامشلي التي تسيطر عليها وحدات مقاتلة من حزب العمال الكردستاني، فرع سوريا” في شمال شرق سوريا.

وكان المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إرنست، قال في وقت سابق إن عدد العسكريين الذين سوف ترسلهم واشنطن إلى سوريا أقل من خمسين عنصرا، ومهاتهم هناك لن تكون قتالية.

المصدر: وكالات + RT

 

http://ift.tt/1p5TKH4 http://bit.ly/1u5UN6y

العمل العسكري وحده لن يهزم «داعش»


كانت هجمات باريس الفعل الأكثر جرأة في أوروبا من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، ما يشير إلى بزوغ فجر حقبة جديدة تؤشر إلى أن لا مكان في مأمن من التهديدات الإرهابية. لكن الهجمات لم تتسبب في تحول كبير في سياسة المجتمع الدولي يعطيه فرصة لهزيمة التنظيم. على العكس من ذلك، كما تبدو الأمور، فإن رد الفعل العالمي على هجمات باريس يصب في يد التنظيم.

كانت استراتيجية تنظيم «داعش» قبل تقدمه في الموصل في عام 2014 قائمة على الهجوم المبني على كسب الأراضي. وقد استخدم التنظيم هذا كدليل ملموس لشعاره، «باقية وتتمدد». وبعد التقدم في الموصل، واصل العديد من المراقبين الخارجيين قياس نجاح التنظيم من حيث المساحة الجغرافية المكتسبة. كان يعتقد، خطأ، أن تباطؤ التوسع المادي للتنظيم علامة ضعف. والحقيقة هي أن التنظيم كان ببساطة يدخل مرحلة جديدة.

قيام التنظيم بقطع رأس اثنين من الرهائن الأميركيين وإعلان تأسيس «الخلافة» في الوقت ذاته تقريباً في حزيران (يونيو) 2014 كانا مؤشرين على تحول كبير في استراتيجيته، فهو حينها بدأ الانخراط في حرب دفاعية. كان الهدف من قطع الرؤوس هو دفع التدخل العسكري الأميركي. فقد ثبت تاريخياً أن الحرب الدفاعية أكثر ملاءمة من الحرب الهجومية للمجموعات الصغيرة المنخرطة في القتال ضمن الحرب غير المتكافئة. فبنى قادة «الدولة الإسلامية» استراتيجية التنظيم العسكرية وفقاً لذلك.

أصبح للتمدد معنى آخر، وهو الحضور العالمي، وليس الكسب الإقليمي. بدأت الهجمات الانتهازية للتنظيم في جميع أنحاء

العالم، وكانت تهدف إلى زيادة دعم «داعش» من خلال الاستعراض للمتعاطفين مع التنظيم أن نفوذه أصبح عالمياً. كان هذا الاستعراض لا يقتصر فقط على صورة التنظيم ولكن أيضاً يهدف إلى التجنيد، فبعدما أخذ التنظيم قدراً من الأراضي اعتبره كافياً لإنشاء «دولة»، أصبح بحاجة إلى المقاتلين والمقيمين لتشكيل سكانها.

وقد استندت الحسابات العسكرية لـ «داعش» على دراسة دقيقة لرد فعل الغرب على التعامل مع سيناريوهات مماثلة في سياق الشرق الأوسط منذ 11 سبتمبر 2001. أصبح من الواضح لقادة هذا التنظيم الإرهابي أنه يمكن بسهولة استقطاب الغرب إلى حرب انتقامية غير قائمة على استراتيجية شاملة. حدث هذا في أفغانستان بعد 11 سبتمبر، كما في العراق بعد غزو عام 2003، حيث كانت الأعمال الإرهابية من قبل تنظيم «القاعدة» تقود ردود الفعل العسكرية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها والتي غذت الصراعات بدلاً من وضع حد لها.

كانت تجربة العراق المحرك الرئيسي وراء سياسات إدارة باراك أوباما في الولايات المتحدة، حيث حاول الرئيس تجنب تكرار السيناريو ذاته في بلدان الشرق الأوسط الأخرى. فهم قادة «داعش» هذا، وراهنوا على أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيحاولون تجنب التورط في الصراع السوري، إلى أن ينجروا إلى التورط على عجل عندما يتم دفعهم للقيام بذلك. كان الرهان على أنه بعد ما حدث في العراق في أعقاب الغزو، ليس من بلد غربي يود إرسال قوات عسكرية على الأرض في الشرق الأوسط مرة أخرى، ما يعني أن أي رد فعل عسكري من قبل الغرب لن يكون كافياً لهزيمة «داعش».

جاء التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي يشارك في الغارات الجوية ضد «داعش» منذ سبتمبر 2014 ليؤكد للتنظيم دقة توقعاته. وكان التنظيم قد أعد بشكل جيد لغارات جوية، فخبأ قادته تحت الأرض ونشر مقاتليه بين السكان المدنيين في سورية والعراق. كما استخدم الضربات لإثبات سرديته بأنه يدافع عن أراضي المسلمين ضد عدوان الصليبيين والكفار والمرتدين كما يسميهم.

من خلال هجمات باريس، هدف تنظيم «داعش» لإعطاء فرنسا خياراً وحيداً هو الرد عبر تدخل عسكري مماثل. والآن بما أن غيرها من الدول الغربية تدرس التدخل العسكري، نجح «داعش» في استخدام الغضب الشعبي والخوف في أوروبا لمصلحته، فالدول برمتها تتعرض لضغوط لتظهر لشعوبها أنها تفعل شيئاً حيال «داعش»، إما للانتقام لهذه الشعوب أو للدفاع عنها. فأصبحت الدول تحول انتباهها إلى الأمن الداخلي، في حين أنها تشعر أيضا بالضغط للتصرف خارجياً. وهذه الازدواجية تترجم إلى هذا النوع من العمل العسكري الخارجي الذي هو في أحسن الأحوال رمزي، وفي أسوأ الأحوال غير مبني على استراتيجية واضحة.

قرار مجلس الأمن في الأمم المتحدة ضد «داعش» الذي تم الاتفاق عليه بالإجماع في أعقاب هجمات باريس هو مثال آخر على شعور الجميع بالضغط ولكن مع الافتقار إلى استراتيجية فعالة. جاء القرار أيضا ليؤكد لأنصار «داعش» في جميع أنحاء العالم أن كل من هو خارج التنظيم هو عدو شرعي.

فهي صيغة بسيطة. مهاجمة العدو لعرض النفوذ. كسب أعضاء جدد. دفع العدو نحو الانتقام العسكري المتسرع. كسب أعضاء جدد.

إن للمجتمع الدولي عدواً مشتركاً حقيقياً في شكل «داعش». ولكن حان الوقت للتوقف عن الانجرار الى ردود الفعل كطريقة للتعامل مع هذا التهديد. كلما زاد تركيز المزيد من البلدان على الأمن ابتعدت من السياسة، وكلما ابتعدت من السياسة استفاد «داعش».

من المغري رؤية «داعش» على أنه المشكلة، ولكنه ليس المشكلة، بل هو من الأعراض. المشكلة الأساسية هي استمرار الصراع السوري. قادة «داعش» يدركون هذا، ويستفيدون من عدم وجود استراتيجية للمجتمع الدولي لإنهاء الأزمة السورية. وهم شوهدوا في قمة الفرح حين تحولت محادثات فيينا التي كان من المفترض أن تكون عن بدء عملية المفاوضات السياسية في سورية إلى مناقشات حول المسائل الأمنية.

العمل العسكري وحده لن يهزم «داعش». يجب أن يقترن ذلك مع خطة سياسية تعالج الأسباب الجذرية وراء وجود هذا التنظيم. في غياب ذلك، فإن ردود الفعل وتدخلات المجتمع الدولي الحسنة النية لن تؤدي إلا لخدمة الإرهاب.

 

لينا الخطيب

الحياة

 

http://ift.tt/1p5TKH4 http://bit.ly/1u5UN6y

سورية والبوسنة: مقاربات ومفارقات


يتكرر تسويق وجوه التشابه بين حالتي سورية والبوسنة لتمرير بعض التفاؤل حول نهاية سياسية للصراع السوري، بينما تغفل عناصر الاختلاف وضرورة قراءة خصوصية كل تجربة وما يترتب على ذلك من نتائج قد تكون مريرة.

أولاً، صحيح أن ثمة تقارباً بين التجربتين في تلكؤ المجتمع الدولي وسلبيته طيلة سنوات من حرب أهلية فاق العنف فيها كل تصور، وخلف خراباً ودماراً ومئات الألوف من الضحايا والمعتقلين والمشردين واللاجئين، ما استدعى طلب تدخل دولي لحماية المدنيين ووقف المجازر المتكررة، لكنّ ثمة اختلافاً بين تدخل غربي في البوسنة له ارتداداته البسيطة كجمهورية صغيرة تابعة ليوغوسلافيا وتجاور أوروبا، وبين تبعات خطيرة لاحتمال التدخل في الحالة السورية، كدولة عربية كبيرة تقع في منطقة حساسة من العالم ولها حلفاء أقوياء لهم مصلحة في دعم الوضع القائم والحفاظ على نفوذهم في المشرق العربي.

وثمة اختلاف أيضاً في دور الرأي العام الذي دعم تدخل عسكري غربي في البوسنة وإن تأخر ثلاث سنوات ونيفاً، بينما لا يزال يكتفي بالتعاطف مع اللاجئين السوريين الفارين من أتون العنف!

ثانياً، حربا البوسنة وسورية مختلفتان في الشروط والظروف، إن لجهة الامتداد الإقليمي الذي يميز الصراع السوري المفتوح على مكونات قومية ومذهبية تمتد في بلدان الجوار، ما يهدد أمن المنطقة واستقرارها، وإن بظهور «داعش» وما يخلفه من تعقيدات أعادت ترتيب الأهداف لدى مختلف البلدان الغربية التي منحت الأولوية لمواجهة خطورة هذا التنظيم وتمدده، وإن لجهة التبدل الذي طرأ على مواقع القوى العظمى، حيث كان الاتحاد السوفياتي مطلع التسعينات في صيرورة تفكك وإحجام عن لعب دوره الخارجي بينما ظهرت الولايات المتحدة في أوج قوتها، بينما تبدو اليوم إدارة اوباما في لحظة انكفاء عالمي ويبدو الاتحاد الروسي كما لو أنه يحاول استعادة بعض نفوذه ومواقعه، وأخيراً، لجهة الموقع حيث سرع وجود البوسنة بجوار دول حلف الناتو خلاصها، بينما لعب دوراً معاكساً قرب سورية من إسرائيل التي ليس من مصلحتها سقوط نظام شكل استقراراً لأمن حدودها طيلة عقود ليحل مكانه نظام قد يهدد أمنها أو يعدل ميزان القوى في المنطقة.

ولا تغير هذه الحقيقة رغبة الغرب وإسرائيل في إطالة أمد النزاع السوري حتى لو أبيد أغلب مدن البلاد وأفني أهلها، وتالياً في تشجيع تحوله إلى نزاع طائفي ومناطقي ينهك المجتمع السوري ويجعله ضعيفاً وعاجزاً عن تشكيل تهديد لتل أبيب!

ثالثاً، من الخطأ سحب مثال البوسنة والرهان على تطبيقه في سورية، فنجاح التدخل والضغط الأميركي المدعوم أوروبياً في وقف العنف هناك، استدعى ترتيب حالة توافقية من التقسيم ومنح حكم ذاتي للمكونات المتصارعة من صرب ومسلمين وكروات في إطار فيديرالي بأمل إزالة الحقد والكراهية واستعادة الثقة والتعايش تدريجياً.

صحيح أن ملامح تقاسم الأرض في سورية باتت واضحة وقد رسمتها خطوط الخنادق والبنادق، وثمة مناطق تحت سيطرة النظام وأخرى يسيطر عليها الأكراد وثالثة يسيطر عليها «داعش» ورابعة تسيطر عليها جماعات متنوعة من المعارضة المسلحة الإسلامية، لكن يظل التقسيم أمراً مستبعداً في سورية، حيث تسعى مختلف الأطراف الى فرض سطوتها على الوطن ككل، وترفض أجندتها خيار التقاسم والتقسيم، ما يرجح أن يطلق أي تدخل خارجي لفرض الأمر الواقع، رداً عنيفاً يطيل من أمد الصراع ويجعله أكثر حدة.

رابعاً، التمايز بين الحالتين في درجة الحروب بالوكالة. صحيح أن حرب البوسنة تغذت من خلال دعم أطراف خارجية لوكلاء محليين، لكن بقي هذا الأمر محدوداً بخلاف الوضع السوري حيث تكاثرت القوى الخارجية المتنافسة وحولت البلاد إلى ساحة صراع إقليمي وعالمي! وما دام تضارب مصالح الداعمين الخارجيين مستمراً سيستمر تدفق الأسلحة والأموال، ويطول أمد الصراع وتزيد كلفته.

وإذ منحت الظروف في تجربة البوسنة، لبلد واحد، هو الولايات المتحدة، يملك النفوذ والقوة لإقناع القوى الخارجية بقبول فكرة حل سياسي ولرعاية اتفاق لوقف إطلاق النار، فهل اللحظة السورية قد حانت؟! وهل يعيد التاريخ نفسه وتلقي الحرب أوزارها في سورية بتوافق أهم القوى الخارجية والإقليمية؟! وهل يمكن اعتبار اللقاء الرباعي الأخير بين أميركا وروسيـا وتركيا والسعودية خطوة أولى على هذه الطريق؟!

خامساً، ثمة فارق مهم ونوعي بين اتفاق سلام دايتون الذي توصل خلاله المتصارعون في البوسنة إلى حلول مرضية للجميع نسبياً، وبين مؤتمري جنيف -1 وجنيف – 2 حيث المواقف لا تزال مشحونة بصراع وجودي في سورية ويعتقد كل طرف، وعلى رغم ما يعانيه من إنهاك، بأن الحرب يجب أن تتواصل حتى إنهاء الطرف الآخر، لتبدو مشاريع التسوية والحلول السياسية محاولة لربح الوقت كي تستمر مختلف الأطراف بتحصيل المكاسب عبر الخيار العسكري! ونضيف أن سر نجاح دايتون كان اجتماع الوكلاء مع الأطراف الخارجيين الداعمين لهم للتوصل إلى حل توافقي، أما في جنيف فجاءت البداية من الأدوار الداخلية وإن حظي المؤتمر برعاية دولية، ويبدو عندما يتعلق الأمر بمثالي البوسنة وسورية، يكون العمل من الداخل إلى الخارج سلبياً، ويرجح أن ينطوي على نتائج عكسية تطيل أمد الحرب، والبديل، ربما الرهان على تأسيس اتفاق بين مختلف الداعمين الخارجيين ولنقل تسوية يقبلون بها ويفرضونها على وكلائهم كمقدمة لإنجاح العملية التفاوضية والمعالجة السياسية.

والحال، فإن أي جهد حاسم تبذله القوى الخارجية المؤثرة يمكن أن يحدث فارقاً في النزاع السوري، أو يوقف على الأقل العنف المتمادي، ويضع سورية على طريق البوسنة، والقصد احتمال التوصل بعد سنوات مدمرة إلى اتفاق يقارب اتفاق دايتون بين القوى الخارجية ويفرض على الوكلاء المحليين، واضعاً حجر الأساس لتلبية حقوق الناس وخلاص هذا الشعب المنكوب من محنته.a

 

اكرم البني

الحياة

 

http://ift.tt/1p5TKH4 http://bit.ly/1u5UN6y

التدخل الروسي في سوريا: منطلقاته وآفاقه


ليس واضحا بعد ما إذا كان الدخول الروسي على خط الازمة السورية سيساهم في ايجاد حل لها ام سيوسع دائرة الصراع في المنطقة. لا شك ان عدم اعتراض الدول الاخرى خصوصا الولايات المتحدة الأمريكية على ذلك يخفف من احتمالات نشوب ازمة عالمية كبيرة، ولكن بعض الدول الاقليمية غير راض عن ذلك التدخل، ويرى فيه دعما مباشرا لنظام بشار الأسد، وانحيازا واضحا لمحور سياسي بدأت ملامحه تتبلور في الاعوام الاخيرة ويضم كلا من إيران.
هذا الاستقطاب الذي يزداد وضوحا كل يوم توازيه حالة من الاضطراب في المواقف والتحالفات الاقليمية الاخرى. فتصاعد الانتفاضة الفلسطينية وتزايد سقوط الشهداء عامل لم يكن في حسبان الفرقاء الذين يخوضون صراعات محلية واقليمية. فاذا كانت قوى الثورة المضادة قد نجحت في الاعوام الاخيرة في تهميش القضية الفلسطينية وابعادها عن اهتمام الطبقات المثقفة والنخب، فان تصاعد لهيبها في الاسابيع الاخيرة من شأنه ان يؤثر على الاستقطابات والانتماءات التي تبلورت في مرحلة ما بعد الربيع العربي.
تاريخيا يعتبر المحور الشرقي (السوفييتي) مرادفا لمقولات «الثورة» و«التقدم» و«محاربة الرجعية» و«التصدي للامبريالية». كما كان الانتماء للمحور الغربي (الذي تقوده أمريكا وبريطانيا) مرتبطا بالمقولات المضادة لما سبق. فما الذي تغير سواء في طبيعة قوى هذين المحورين ام في مشاعر القوى التقدمية وولاءاتها وتوجهاتها؟ ولماذا اعيدت الحياة لما تبقى من «المحور التقدمي»؟ لا شك ان سقوط نظامي صدام حسين ومعمر القذافي وتغير اتجاه القيادات الفلسطينية بالاضافة لتصدع الاتحاد السوفييتي، ساهم في هذا التحول وادى لصعود ما سمي لاحقا بـ «محور الاعتدال العربي» الذي استطاع «شرعنة» التعامل مع أمريكا والتطبيع مع «اسرائيل»، وساهم في تطويع الشعوب العربية للانظمة التي كانت تعتبر «رجعية» او «عميلة» او «استبدادية».
ثمة حقائق يجدر طرحها في هذا الاطار. اولها ان روسيا اليوم تختلف ايديولوجيا عن الاتحاد السوفييتي السابق. كانت موسكو تعبر عن امرين: الشيوعية وما يستتبعها من شعارات، والصراع مع النظام الراسمالي ممثلا بأمريكا. اما اليوم فقد غاب البعد الايديولوجي وبقي التنافس بين موسكو والغرب. والامر ينطبق على الصين التي اصبحت مستهدفة من أمريكا ليس على اساس ايديولوجي بل بسبب ما تمثله من تحد اقتصادي ونفوذ سياسي وعسكري. وأكدت زيارة الرئيس الصيني لبريطانيا الاسبوع الماضي ان بريطانيا الرأسمالية قادرة على التعايش والتعاون والتقارب مع الصين، التي تعتبر، من الناحية النظرية، النظام الشيوعي الوحيد في العالم. كما ان الموقف الصيني الداعم للتدخل الروسي في سوريا وعدم اثارته بقوة في زيارة لندن، فرض نفسه بقوة المال والنفوذ، وان الغرب يتطلع لتحييده ايديولوجيا والاستفادة منه اقتصاديا. وتبقى منطقة الشرق الاوسط محورا للتنافس بين الشرق والغرب، كما كانت خلال الحرب الباردة. الفرق ان النخب العربية فقدت هويتها التقدمية وتراجعت عن المشاركة في الصراع من اجل التغيير. ولذلك لا توجد اعتراضات حقيقية على التدخلات الأمريكية العسكرية والسياسية في دول العالمين العربي والإسلامي. وشتان ما بين الوضع العربي الحالي وما كان عليه قبل ربع قرن، عندما عمت العواصم العربية موجات احتجاجات واسعة ضد استدعاء القوات الاجنبية من قبل السعودية لاخراج القوات العراقية من الكويت. يومها اضطرت السعودية لجمع اكثر من 400 من علماء الدين (من بينهم فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي) في مكة لاستصدار فتوى تبيح الاستعانة بأمريكا ضد قوات صدام حسين. مع ذلك لم تقتنع الجماهير بذلك، بل ان بعض الانظمة احجم عن دعم تلك الخطوة، ومنها الاردن واليمن والجزائر وليبيا ومنظمة التحرير الفلسطينية. واستمرت هذه المفارقة بين الاتجاهين إلى ما قبل خمسة اعوام فحسب. فدعمت الجماهير العربية قوى المقاومة اولا في لبنان إبان العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان، وثانيا في عدوانه على غزة في 2008 و2009. كانت قوى «الاعتدال العربي» تمثل الاقلية، بينما كان المزاج العام داعما للمقاومة، وضد الاحتلال الاسرائيلي والتدخلات الغربية، ويعتبر أمريكا العدوة اللدودة للشعوب العربية وقضاياها.
ولذلك تتعمق التساؤلات عن التغير العميق في المزاج العربي ـ الإسلامي الذي جعله يقترب من محور الاعتدال ويبتعد تدريجيا عما يسمى «محور المقاومة». هذا الاضطراب الايديولوجي والسياسي ساهم في اسقاط مقولة «السيادة»، فاصبحت البلدان والشعوب مستباحة، سواء بالتدخلات العسكرية المباشرة ام بطائرات «درون» التي تفتك بالبشر. فأين هي السيادة في العراق؟ او سوريا؟ او ليبيا؟ او اليمن؟ او البحرين؟ الغريب في الامر ان قوى «الاعتدال العربي» التي اصبح بعضها ضمن ما سمي لاحقا «قوى الثورة المضادة» اثبتت قدرة على اعادة تموضعها القومي وربما الوطني ايضا، فاستطاعت مصادرة لغة النخبة وتبنتها لنفسها بعد ان افرغتها من محتوياتها. فكيف يمكن استيعاب استعداد السودان لارسال 6000 جندي للمشاركة في الحرب البرية باليمن، وهو الذي لم يستطع حماية ارضه وفقد ثلثها؟ وقد يغيب عن الاذهان ان الخرطوم هي التي سلمت كارلوس لفرنسا، وهو الشخص الذي كان الفلسطينيون يعتبرونه صديقا لهم. وكيف تترك ليبيا وشأنها، تحترق من داخلها بدون ان يكون هناك من يساهم في لملمة شملها والنهوض مجددا؟ وفيما يتصاعد العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني، لماذا يغيب الاهتمام العربي بتلك القضية التي ما تزال تحظى بدعم القوى التقدمية في العالم؟ اين هي الردود على رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي اتهم علنا الحاج امين الحسيني بتحريض هتلر لابادة اليهود؟ اما الشعب السوري فيدفع ثمن التدخلات الخارجية في ارضه التي تحرق كل يوم بلا رحمة. ويأتي التدخل الروسي ليضيف تعقيدات اخرى على المشهد المعقد، وان كان شعاره التصدي للمجموعات الإرهابية التي توافقت كلمة كافة الفرقاء على التصدي لها. الروس يبررون تدخلهم بانه جاء بناء على طلب النظام السوري، ويستشهدون بالتدخل السعودي في البحرين في 2011 الذي برر بانه استجابة لطلب حكومتها، وكذلك التدخل السعودي في اليمن استجابة لطلب «رئيسها» عبد ربه هادي. الامر المؤكد ان التدخلات الخارجية تعبير عن تلاشي سيادة الدولة على اراضيها، وغياب الموقف الدولي المسؤول الذي يحمي الشعوب والدول من الاعتداءات او التدخلات الخارجية. لقد اصبح الجميع مقتنعا بضرورة انهاء مأساة الشعب السوري بعد ان مزقته الحرب الاهلية ودفعت نصف سكانه للهجرة من اراضيهم. وفي ضوء تدفق عشرات الآلاف من المهاجرين إلى اوروبا في الاسابيع الأخيرة، جاء التدخل الروسي ليحقق اهدافا عديدة من بينها التصدي للمجموعات الإرهابية ومنع تقسيم البلاد، ولكن اي تدخل مباشر يحمل معه تعقيداته وتبعاته الخطرة. لقد اصبح السوريون بين مطرقة النظام وسندان المجموعات الإرهابية، ويقتضي الانتماء للدين والانسانية المساهمة في رفع معاناته، ليس بمزيد من الحروب، بل باعادة الامل إلى نفوس اهله بحتمية انتصار الارادة المحلية وكسر كافة محاولات التمزيق والتقسيم وبث المذهبية والتحاقد على اسس الانتماء العرقي او الديني او المذهبي.
روسيا لن تصنع السلام في سوريا، كما ان أمريكا اثبتت عدم مصداقيتها في ما يسمى «الحرب ضد الإرهاب». وقد يدفعها التدخل الروسي لتغيير موقفها، خصوصا بعد ان ألمح قادة العراق لاحتمال الاستعانة بالروس. كما ان افغانستان المحت، على لسان السيد عبد الله عبد الله، المسؤول التنفيذي الاول، لاحتمال طلب مساعدة روسيا في التصدي للمجموعات المسلحة. ولم تساهم الدول الاخرى إلا بصب الزيت على النار. وبذلك تحولت سوريا إلى ساحة حرب بالوكالة، الامر الذي ينذر بتداعيات على البلدان المجاورة خصوصا في ظل ظواهر التطرف والعنف والإرهاب والطائفية.
لقد تحولت المنطقة إلى ساحة للمنافسة بين ارادات الدول الكبرى والاقليمية. وهي منافسة تتخذ اشكالا شتى في ميادين متعددة. ومهما تكون نتائج تلك المنافسة فمن المؤكد ان المنطقة وشعوبها سيدفعون ثمن ذلك: خسائر مادية وفقدان السيادة وتعمق الصراع البيني المؤدي للتمزيق والتفتيت، واضعاف البلدان وربما تمزقها. لقد حان الوقت لصحوة ضميرية ووعي فكري وسياسي وارادة حرة لانهاء المعاناة ليس عبر وسائط التمايز العرقي او الديني او المذهبي، بل بكسر محاولات التضليل والتشويش، ومحاصرة مشاريع منع التغيير في منظومة الحكم العربية.

٭ كاتب وصحافي بحريني يقيم في لندن

د. سعيد الشهابي

القدس العربي 

http://ift.tt/1p5TKH4 http://bit.ly/1u5UN6y

رأس الأسد مقابل رأس بوتين


ما كتب عن زيارة الرئيس الأسد المفاجئة لموسكو لم يشر الى موقف إيران منها والتي أظهرت أن موسكو وطهران لا تتحدثان لغة واحدة حيال هذه المرحلة من الحرب السورية. المتابعون للزيارة لفتوا الى أن ظهور الأسد في الكرملين وحيداً انطوى على معنى أن الرئيس بوتين رغب في إسماع الأسد كلاماً لا يريد أن يصل الى طهران. كما أن بوتين الذي غامر بالتورط المباشر في الحرب السورية وجد أن إمكانات قوات الأسد والمرشد الايراني الإمام علي خامنئي في الميدان مخيبة للامال حتى الآن، فظهر معها فشل مزدوج في الجو والبر معاً وفتح الباب أمام تقدم المعارضة السورية بما ينذر بتغيير اتجاهات الحرب بما لا تشتهيه سفن بوتين. من هنا لا يمكن المرء أن يعتبر هذا التدفق الايراني للمواقف والمعلومات مترافقا مع زيارة الأسد مجرد صدفة. ففيما كان مساعد وزير الخارجية الايرانية للشؤون العربية والافريقية أمير عبد اللهيان يعلن من لندن أن العلاقات الايرانية – الروسية “مستدامة واستراتيجية”، وترافق هذا الاعلان مع معلومات عن عرض إيراني لروسيا للمشاركة في مشاريع تفوق قيمتها 28 مليار دولار، سألت صحيفة “اطلاعات” الايرانية: “… هل أن روسيا ستستمر في اللعبة أم أنها ستنسحب فور الانتهاء من ضمان مصالحها في المنطقة؟”.

مما زاد ريبة طهران مسارعة بوتين بعد مغادرة الأسد موسكو الى إجراء الاتصالات الهاتفية بزعماء السنّة في الشرق الاوسط وتحديداً في السعودية وتركيا ومصر والاردن، فيما لم يعلن عن أي اتصال بين الكرملين والمرشد الايراني. كما أن الموقف السعودي الذي استبق محادثات فيينا امس وعبّر عنه وزير الخارجية السعودي عادل الجبيّر لم يتغيّر بعد زيارة موسكو، إذ قال إن الحرب في سوريا “لا يمكن أن تنتهي إلا مع خروج غير مشروط للاسد من سوريا”.
التوفيق بين مصالح روسيا مع الغرب ومصالحها مع إيران دخل مرحلة حرجة. وبدا أن سعيّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى إقناع أطراف محادثات فيينا بضم طهران اليها بمثابة محاولة يائسة تشبه سعي بوتين قبل هذه المحادثات الى تجميل الأسد بالقول إن الاخير “مستعد للحوار مع المعارضة المسلحة”. لكن صدى هذا السعي كان سلبياً من سائر أطراف المحادثات. لا بل أن العملية التي نفذتها القوات الاميركية وأدت الى تحرير 70 رهينة غرب كركوك بالعراق كانت أبلغ الرسائل الميدانية من واشنطن الى موسكو ومفادها: “تدّعون أنكم أتيتم الى محاربة داعش لكنكم لم تفعلوا. أما نحن فدخلنا وللمرة الاولى في مواجهات برية مع التنظيم ونجحنا”.
المفاجآت غير السارة المرتقبة في الحرب السورية تتهيّب منها روسيا. وتفادياً لها، هناك من يرى أن الطريقة التي غادر بها الأسد سوريا الى موسكو قبل أيام تمثل بروفة لرحيله النهائي عند الحاجة. وهذا ما يخشاه خامنئي أن تكون سلامة رأس بوتين تعني التضحية برأس الأسد.

 

http://ift.tt/1p5TKH4 http://bit.ly/1u5UN6y

واشنطن والرياض تدعوان إلى “تعبئة” دبلوماسية دولية لحل النزاع في سوريا


دعا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ووزير الخارجية الامريكي جون كيري اثر اجتماعهما في الرياض مساء السبت إلى “تعبئة” دبلوماسية دولية لايجاد حل سياسي للنزاع في سوريا لا يكون الرئيس بشار الاسد جزءا منه، كما اعلنت واشنطن.

وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية جون كيربي للصحافيين ان الوزير الامريكي الذي يقوم بجولة على المنطقة سعيا لإرساء تهدئة بين اسرائيل والفلسطينيين والوصول إلى حل سياسي للازمة السورية، حل مساء السبت ضيفا على مأدبة عشاء اقامها على شرفه الملك سلمان وشارك فيها عدد من اركان الحكومة السعودية.

واضاف كيربي ان الوزير الامريكي “شكر الملك على الدعم الذي تقدمه السعودية للجهود المتعددة الاطراف الرامية لحصول انتقال سياسي في سوريا”.

واضاف ان “الطرفين شددا على ضرورة تعبئة المجتمع الدولي باتجاه تحقيق هذا الهدف وجددا التأكيد على اهمية عملية انتقالية بدون الاسد”.

وكان كيري وصل الى العاصمة السعودية مساء السبت آتيا من عمان، وقد استقبله اولا نظيره السعودي عادل الجبير قبل ان ينتقل بعدها الى القصر الملكي في الرياض.

وبحسب وكالة الانباء السعودية الرسمية “واس″ فان المباحثات بين كيري والعاهل السعودي تناولت “عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ومجمل الأحداث التي تشهدها المنطقة، خاصة ما يتعلق بمستجدات الأحداث في الأراضي الفلسطينية وأهمية تأمين الحماية للشعب الفلسطيني من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع على الساحة السورية”.

كذلك عقد كيري اجتماعا مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، بحسب ما اضافت الوكالة السعودية.

وقالت واس انه “خلال الاجتماع جرى استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، بالإضافة لبحث آخر تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والجهود المبذولة تجاهها وموقف البلدين منها”.

وكان كيري اعلن في عمان السبت اثر لقائه العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ثم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان اسرائيل وافقت على اتخاذ تدابير من اجل تهدئة الاوضاع في محيط المسجد الاقصى الذي اندلعت منه شرارة دوامة العنف المستمرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين منذ الاول من تشرين الاول/ اكتوبر.

والجمعة عقد كيري في فيينا اجتماعا ضمه الى نظرائه الروسي والسعودي والتركي وذلك للتباحث في فرص حل الازمة السورية بان يعقد اجتماع دولي جديد قريبا يكون “موسعا اكثر”.

وبعد ان اصرت السعودية على المطالبة برحيل الاسد من السلطة، قال وزير خارجيتها الاثنين انه يمكن للاسد البقاء في السلطة

 

رويترز 

http://ift.tt/1p5TKH4 http://bit.ly/1u5UN6y

رأس الأسد مقابل رأس بوتين


ما كتب عن زيارة الرئيس الأسد المفاجئة لموسكو لم يشر الى موقف إيران منها والتي أظهرت أن موسكو وطهران لا تتحدثان لغة واحدة حيال هذه المرحلة من الحرب السورية. المتابعون للزيارة لفتوا الى أن ظهور الأسد في الكرملين وحيداً انطوى على معنى أن الرئيس بوتين رغب في إسماع الأسد كلاماً لا يريد أن يصل الى طهران. كما أن بوتين الذي غامر بالتورط المباشر في الحرب السورية وجد أن إمكانات قوات الأسد والمرشد الايراني الإمام علي خامنئي في الميدان مخيبة للامال حتى الآن، فظهر معها فشل مزدوج في الجو والبر معاً وفتح الباب أمام تقدم المعارضة السورية بما ينذر بتغيير اتجاهات الحرب بما لا تشتهيه سفن بوتين. من هنا لا يمكن المرء أن يعتبر هذا التدفق الايراني للمواقف والمعلومات مترافقا مع زيارة الأسد مجرد صدفة. ففيما كان مساعد وزير الخارجية الايرانية للشؤون العربية والافريقية أمير عبد اللهيان يعلن من لندن أن العلاقات الايرانية – الروسية “مستدامة واستراتيجية”، وترافق هذا الاعلان مع معلومات عن عرض إيراني لروسيا للمشاركة في مشاريع تفوق قيمتها 28 مليار دولار، سألت صحيفة “اطلاعات” الايرانية: “… هل أن روسيا ستستمر في اللعبة أم أنها ستنسحب فور الانتهاء من ضمان مصالحها في المنطقة؟”.

مما زاد ريبة طهران مسارعة بوتين بعد مغادرة الأسد موسكو الى إجراء الاتصالات الهاتفية بزعماء السنّة في الشرق الاوسط وتحديداً في السعودية وتركيا ومصر والاردن، فيما لم يعلن عن أي اتصال بين الكرملين والمرشد الايراني. كما أن الموقف السعودي الذي استبق محادثات فيينا امس وعبّر عنه وزير الخارجية السعودي عادل الجبيّر لم يتغيّر بعد زيارة موسكو، إذ قال إن الحرب في سوريا “لا يمكن أن تنتهي إلا مع خروج غير مشروط للاسد من سوريا”.
التوفيق بين مصالح روسيا مع الغرب ومصالحها مع إيران دخل مرحلة حرجة. وبدا أن سعيّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى إقناع أطراف محادثات فيينا بضم طهران اليها بمثابة محاولة يائسة تشبه سعي بوتين قبل هذه المحادثات الى تجميل الأسد بالقول إن الاخير “مستعد للحوار مع المعارضة المسلحة”. لكن صدى هذا السعي كان سلبياً من سائر أطراف المحادثات. لا بل أن العملية التي نفذتها القوات الاميركية وأدت الى تحرير 70 رهينة غرب كركوك بالعراق كانت أبلغ الرسائل الميدانية من واشنطن الى موسكو ومفادها: “تدّعون أنكم أتيتم الى محاربة داعش لكنكم لم تفعلوا. أما نحن فدخلنا وللمرة الاولى في مواجهات برية مع التنظيم ونجحنا”.
المفاجآت غير السارة المرتقبة في الحرب السورية تتهيّب منها روسيا. وتفادياً لها، هناك من يرى أن الطريقة التي غادر بها الأسد سوريا الى موسكو قبل أيام تمثل بروفة لرحيله النهائي عند الحاجة. وهذا ما يخشاه خامنئي أن تكون سلامة رأس بوتين تعني التضحية برأس الأسد.

 

http://ift.tt/1p5TKH4 http://bit.ly/1u5UN6y